الثورة – ديب علي حسن:
كان ذلك منذ أكثر من عشرين عاما ونيف حين كان اللقاء الأول بيني وبين الدكتور نضال الصالح وجها لوجه في صحيفة الثورة حين كان يزور الدائرة الثقافية ويكتب في ملحق الثورة الثقافي بينما كان اللقاء فكريا قبل ذلك بكثير حيث تابعت بشغف كتبه النقدية ولا سيما تلك التي تحدثت عن الأرض في شعر محمود درويش وتجذر الشاعر بفلسطين وزيتونها.
ودارت الأيام عقدا من الزمن حين كتبت رأيا لقضية ثقافية كانت تشغل الجميع حينها تواصل معي من حلب وأسر إلي قائلا:(اقترحوا اسمي لأكون مديرا عاما للهيئة العامة للكتاب ما رأيك؟؟؟؟)
قلت: المكان يليق بك فأنت خير من سيكون ولكن على ما يبدو كان التوجه أن يكون معاونا لوزير الثقافة.
كثيرة هي القضايا الثقافية التي كانت موضع نقاش معه اختلفنا أو التقينا لكنه كان الفارس النبيل الذي يحترم رأي الآخر ويقدره.
نضال الصالح في المشهد النقدي العربي واحد من أهم أعلامه ولا سيما في الفترة الأخيرة حيث توجه إلى نقد السرد والرؤية وعمل على ذلك وأصدر أكثر من كتاب في هذا المنحى ولا سيما تلك الروايات التي تناولت الحرب على سورية وقد استطاع ان يرسم ملامح بحث نقدي خاص به إذ يوظف كل مناهج النقد لتكون طريقا واحدا.
نضال الصالح في كل ما قدمه ينطلق من الأصالة التي تصب في الحداثة صحيح أن العمل الإداري قد شغله فترة من الزمن لكنه ظل يقدم ما لديه.
منذ بضعة أشهر أخبرني الزميل محمد خالد الخضر أن الدكتور الصالح يمر بوعكة صحية فاتصلنا به للاطمئنان عليه وتمنيت عليه ألا يمانع إذا ما كتبنا عن وضعه الصحي وكان أن نشرت مقالة تحية له في صحيفة الثورة فإذا به يشكرني على صفحات التواصل الاجتماعي ويقدر ذلك.
إرث نضال الصالح النقدي والإبداع باق وهو حبر أخضر وكانت الهيئة العامة السورية للكتاب قد أصدرت المجلد الأول من أعماله النقدية منذ بضعة أعوام نتمنى أن تعود لإكمال إصدار بقية أعماله لتكون دائما حاضرة.
تحية لروح الناقد الكبير نضال الصالح.