سومر الحنيش
توّج نادي الفتوة بلقب الدوري السوري الممتاز لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخه، والثانية على التوالي، وقبل أربع جولات من نهاية الدوري، فأصبح الفتوة خامس أكثر الأندية تتويجاً بلقب الدوري السوري، بالتساوي مع جبلة، ويسبقه فقط كل من الجيش سبعة عشر لقباً، والكرامة ثمانية ألقاب، وأهلي حلب ستة ألقاب، وتشرين خمسة ألقاب، وبقية الأندية المتوجة هي: الشرطة ثلاث مرات، مقابل لقبين لكل من بردى والحرية والوحدة.
كباتن الإنجاز
حال الفتوة كحال أغلب أندية الدوري الممتاز، فقبل بداية الدوري تعاقد مع محمد عقيل الذي أشرف على تحضيره، وقبل بدء الدوري أعلن استقالته، ليتم التعاقد مع أيمن الحكيم الذي قاد الفتوة في مرحلة الذهاب، وفي أولى مباريات الإياب وبعد أول خسارة، وكانت أمام الكرامة، أعلن عن استقالته، ليتولى تدريب الفريق ابن النادي إسماعيل السهو الذي قاد الفريق في فترة هي الأكثر حساسية في الدوري، فاستطاع قيادة الفريق للفوز في المباراة الحاسمة أمام ملاحقه المباشر حطين، ليتولى بعدها المدرب عمار الشمالي التدريب، وليحافظ معه على اللقب.
انضباط تكتيكي عالٍ
برؤية فنية لما جرى خلال الموسم نرى أن هناك تقدماً ملموساً في انتقاء اللاعبين، من قبل الإدارة وتوظيف إمكانياتهم الفردية بخدمة اللعب الجماعي من قبل الجهاز الفني، وتجاوز الانتقادات في تأخر حسم المباريات حتى أوقاتها المتأخرة،
ونفذ الفريق طرقاَ وأساليب لعب متنوعة، بالرسم التكتيكي دفاعياً وهجومياً، وحتى الزيادة العددية بالحالة الهجومية، فشاهدنا تقدم الظهيرين بأدوار هجومية، وبفعالية خطرة من خلال التمريرات الحاسمة وحتى تسجيل الأهداف، ومنها أهداف المدافع كرم عمران الحاسمة الذي استطاع تسجيل أربعة أهداف في الدوري، وتميز الفريق أيضاً بالزخم الفني بوسط الملعب، في ظل تواجد أسماء لامعة مثل: مصطفى جنيد، وعدي جفال، وأحمد الأشقر، مع إمكانية الاستحواذ العالي في معظم المباريات التي تم خوضها باحترافية وخبرة لدى معظم لاعبيه.
أيضاً على المستوى الدفاعي فقد برز دور كل من عبد الرزاق محمد ويوسف الحموي، مع باقي الخط الدفاعي، فالفتوة أقوى خط دفاع في الدوري، كما برزت الأدوار التكتيكية وتوظيف إمكانيات اللاعبين ضمن استراتيجية المباريات وإدارتها الناضجة من خلال المهارات الفنية.
رؤية ناجحة
استفادت إدارة النادي من بعض السلبيات في الموسم السابق والذي حسم فيه اللقب في الجولة الأخيرة، وعززت الإدارة بموسمها الحالي جميع الإيجابيات، وأثبتت قدرتها على التعاطي بحنكة مع جميع الظروف، وإسعاد مشجعي النادي، وتحول «تريند» مسك الشوارب لرئيس النادي بالحفاظ على اللقب أمام محبيه بملعب الجلاء إلى مصدر قوة للاعبين والمشجعين بالحفاظ على اللقب.
وفي هذا السياق قال رئيس نادي الفتوة، مدلول عمر العزيز: نجحنا في تحقيق اللقب على الرغم من صعوبة المهمة، حيث التصميم والثقة بتحقيق الحلم وإرادة اللاعبين كانت أقوى من كل الظروف.
وأضاف: خططنا جيداً للحفاظ على اللقب، وقمنا باستقطاب نجوم الكرة السورية ولاعبي المنتخب السوري، وتعاقدنا مع نخبة من اللاعبين الذين أدوا المهمة، واستطعنا تلافي أخطاء الدوري السابق وصرنا أقرب إلى الفريق المتكامل في جميع الخطوط.
فرحة جماهيرية كبيرة
عقب إعلان صافرة النهاية في مباراة اللقب، عمت الفرحة شوارع محافظة دير الزور، وبعض مناطق دمشق وريفها حيث كان لاعبو النادي هناك، كما نزلت جماهير الفتوة إلى شوارع وأحياء مدينة دير الزور، وانطلقت مسيرات الفرح، وجالت أحياء المدينة احتفالاً بالنجمة الرابعة، وتزينت منازل ومحلات المدينة باللون الأزرق.
أرقام الآزوري
حصل الفتوة على (٤٩) نقطة، وهو أعلى رصيد في تاريخ النادي، فعندما حقق النجمة الأولى عام ١٩٩٠ حصد (٤٣) نقطة، وفي النجمة الثانية ١٩٩١ حصد (٤٤) نقطة، وفي النجمة الثالثة الموسم الماضي حصد (٤٣) نقطة.
سجل (٣١) هدفاً، كثاني أقوى هجوم بعد الأهلي الذي سجل (٣٥) هدفاً، وتلقى (١٠) أهداف، ليكون أقوى دفاع بالدوري.
هداف الفريق اللاعب عبد الرحمن الحسين بستة أهداف، حقق الفتوة خمسة عشر فوزاً، كأعلى رقم في الدوري، بفارق أربعة انتصارات عن ثلاثي الساحل السوري (جبلة وتشرين وحطين) وتعرّض لثلاث هزائم، وهو العدد الأقل بين كل الأندية، و خمسة عشر فوزاً هو الرصيد الأعلى خلال موسم واحد بتاريخ نادي الفتوة.
الفتوة نجح في عشرين مباراة متتالية في تجنّب الخسارة، وهو الرقم الأكبر في تاريخ النادي.
الفتوة تاريخ كبير
يعد نادي الفتوة من أكبر الأندية السورية جماهيرياً، ومنه انطلق العديد من نجوم الكرة السورية، ومنهم النجم عمر السومة الذي لعب مع الفريق في بدايته، إضافة الى نجوم آخرين أمثال: أنور عبد القادر ومحمود حبش وهشام خلف وصلاح مطر وعبد الفتاح فرّاس، وغيرهم الكثير، ويلقب نادي الفتوة بـ (الأزوري) كناية عن (إيطاليا) التي يحلو لجماهير الفريق تسميته بهذا الاسم.
يذكر أن نادي الفتوة تأسس عام ١٩٣٠ في مدينة دير الزور، تحت اسم نادي غازي، إلى أن أصبح اسمه نادي الفتوة عام ١٩٥٠، و ملعبه البلدي في مدينة دير الزور، ونال لقب الدوري السوري أربع مرات، أعوام ( ١٩٩٠- ١٩٩١ – ٢٠٢٣ – ٢٠٢٤ ) كما نال لقب كأس سورية أربع مرات لأعوام متتالية ( ١٩٨٨- ١٩٨٩- ١٩٩٠- ١٩٩١) ولقب كأس السوبر السوري عام (١٩٩١) ولقب كأس الكؤوس السورية عام (١٩٩٠) وكأس سورية ولبنان عام (١٩٩١).
