نحن بحاجة كأهل ومربين أن ننصح الجيل الجديد بعدم كثرة الكلام، وعدم الحديث إلا بالكلام المفيد والنافع، وأن نكون نحن القدوة أمامهم، وعلينا أن نراقب الطفل عندما يتكلم وأن نصوب له الكلام إن أخطأ وأن نجنبه الكذب لتكون شخصيته في المستقبل سليمة وقويمة وواضحة وصادقة.
ولنبدأ من الكلمة لأن الكلمة في حياتنا هي السحر، فمهما اختلفت اللغات وفي كل أنحاء الكون، وكلما كانت طيبة هذه الكلمة كلما بنت جسوراً متينة لا ينفصم عراها، فهي صلة الوصل بين بني البشر، وهنا يأتي كمال العقل وحكمة الشخص ومن المهم أن نتحدث عن الصفات التي يملكها هذا الشخص كي يستخدم الكلمة في محلها.
أولها هو أن يكون كلامه قليلاً، فلا يتكلم إلا عند الحاجة وإذا تكلم أوجز، وعبر عما يريد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رجاحة العقل، ومن دلائل الحكمة الإنصات للمتحدث بشكل جيد وعدم مقاطعته عندما يتكلم وحتى إن أخطأ المتحدث تدخل بكل أدب وكياسة ليصلح الغلط وبكل حكمة.
فالعاقل الذي يدخل قلوب الآخرين نراه يستشار في حل مشكلة معينة وإيجاد الحلول لها حتى وإن كلفه ذلك الوقت والمال. ومن أجمل ما قالوا عن أصحاب الرأي والعقلاء: “رب عقل حصيف غلب جيشاً كثيفاً”، وهنا عبر الحكماء عن أهمية اللسان فقالوا: ” احفظ لسانك إن صنته صانك”.
فالشخص المتوازن في تصرفاته وأفعاله هو من يقتدي الناس به لأنهم يجدون فيه الرجل الناجح والمنتج في أي عمل يقوم به والإنسان العاقل قناعته بيت الشعر الذي يقول: “النطق زين والسكوت سلامة”، فإذا نطقت فلا تكن كثير الكلام لأن الخطأ يكون أكبر هنا، ومن غلطة إلى أخرى تجبر الآخرين على عدم الاهتمام بما تقوله وتفقد هيبتك أمامهم.
جمال الشيخ بكري