الثورة – غصون سليمان:
مع حالة الاستنفار المجتمعي والتربوي استعداداً لموسم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي العامة وفروعهما المختلفة، والتي تبدأ غداً الأحد على امتداد جغرافية الوطن.. يأخذ التكافل والتعاون المجتمعي بعداً آخر أكثر نصاعة وقدرة على فتح نوافذ الإنسانية لمؤازرة أصحاب الحاجة من أبناء المجتمع، وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي فرضت شروطها وتبعاتها وتأثيراتها السلبية على الواقع الاقتصادي والاجتماعي.
ولعل اللافت ما بتنا نلحظه ونلمسه قولاً وفعلاً في الكثير من المناطق، ولاسيما بالقرى والأرياف وجود عدد من الأشخاص المتبرعين المقتدرين مادياً، والمتطوعين من سائقي السرافيس وأصحاب النخوة والمروءة على اختلاف أشكالها يعلنون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تقديم خدماتهم بالتنسيق والتعاون مع أصحاب الشأن من أمناء الفرق الحزبية ورؤساء البلديات والمؤسسات الأخرى.. وهذا بالتأكيد ليس غريباً على مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا حين تستدعي الضرورة.
وأحد أشكال هذه المبادرات على سبيل المثال لا الحصر ما أُعلن عنه عبر صفحة “قريتي حيالين” التابعة لمنطقة مصياف محافظة حماة عن قيام أحد فاعلي الخير بمبادرة إيجابية تلحظ الواقع الاجتماعي وصعوبة المواصلات، وذلك بالتنسيق مع أمين الفرقة الحزبية إبراهيم عباس لإيصال طلاب الشهادات إلى مركز المدينة على نفقته الخاصة.. وتتولى سرافيس القرية نقل طلاب وطالبات العلمي والأدبي إلى المراكز الامتحانية في المدينة في الصباح وحين الانتهاء طيلة فترة الامتحان.
وفي سياق الحديث بهذا الشأن ذكرت إحدى طالبات الشهادة الثانوية الفرع العلمي للعام الفائت كيف أن زوجة شهيد كانت توصل بسيارتها من يتسع له المكان معها لتقديم الامتحان، وإضافة لذلك كانت تحاسب سائق السرفيس عن كل طالب شهادة موجود فيه.. وقس على ذلك الكثير من أشكال سلوك الرأفة وفعل الخير والغيرية وإحساس الناس ببعضها البعض ريفاً ومدينة.
هذا اللون من المبادرات التطوعية لها من المعاني والمدلولات الشيء الكثير، إذ يعكس الأصالة ويوفر الراحة النفسية للطلاب وذويهم ويخفف عن كاهلهم عبء التفكير بهم الامتحان والمصروف والوقت الذي يهدر بانتظار المواصلات..
بوركت الأيادي الخيرة والنفوس الطيبة التي تبلسم الجراح وتجبر خواطر الأهل والأصدقاء وأبناء المجتمعات كل من موقعه، وتمنيات التوفيق والنجاح لأبنائنا الطلبة.