الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
تحت عنوان (طوفان الأقصى في مواجهة الاستراتيجية الصهيو أمريكية في المنطقة)، أقام اتحاد الكتاب العرب و مركز اللغات والترجمة في حركة الجهاد الإسلامي ندوة بحثية ألقى فيها الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فهد سليمان محاضرة، تناول فيها الاستراتيجية الأميركية من عدة محاور، تتعلق بالاستراتيجية في الإقليم، والسياسة الأميركية وتأثيرها بالنظام الدولي وبسياسات القوى العالمية، مشيراً إلى علاقة السياسة الأميركية بالكيان الإسرائيلي، وعلاقة التابع والمتبوع وتأثيرهما ببعضهما البعض من خلال التعاطي الأميركي بقضايا الصراع العربي الإسرائيلي.
وتوقف سليمان عند الدور الأميركي المساعد والداعم للكيان لاستمرار بقائه، وهو ما ظهر بعد طوفان الأقصى عندما تهدد الكيان بوجوده وتراجع ما يسمى بسلاح الردع الذي يستقوي به خاصة بعد عملية طوفان الأقصى التي عرَّضت الكيان لمجموعة من التفاعلات وقوضت قوة الردع التي كان يدعيها.
وبيّن سليمان سياسات الولايات المتحدة التي تضمن أمن الكيان والتي بدونها لا يستطيع أن يضمن وجوده واستمراره، مشيراً إلى محاولاتها لدمج هذا الكيان في المنطقة اقتصادياً وسياسياً عبر مخططاتها التي طرحتها لاسيما مثل مشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع الشرق الأوسط الكبير.
وأكد سليمان على أهمية دور دول وقوى محور المقاومة في مواجهة المخططات الأميركية، منوهاً بمواقف سورية وإيران في قيادة هذا المحور المقاوم ودعم المقاومة الفلسطينية ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
بدوره، أكد السفير الإيراني بدمشق حسين أكبري أن الهدف الأساسي للإستراتيجية الأميركية في المنطقة هي الدفاع عن الكيان الإسرائيلي ومواجهة مشروع المقاومة وفرض هيمنتها على المنطقة والعالم بأجمعه.
وأشار أكبري إلى أن أميركا تستغل أدواتها في الهيمنة المالية والإعلامية والعسكرية وسيطرتها على المؤسسات الدولية وتحالفاتها الاستعمارية العالمية لفرض هيمنتها على العالم، لكن بعد فشل مخططاتها تسعى أميركا لفرض هيمنتها من خلال طرح حرب القوة الناعمة.
ولفت السفير الإيراني إلى أن المقاومة فرضت نفسها في مواجهة المخططات الأميركية الصهيونية من خلال انتشار فكرها واتساع الحاضنة الشعبية العالمية لها والظروف الجيوسياسية لنمو المقاومة التي استطاعت من خلالها مواجهة الاستراتيجية الأميركية وإلحاق الهزائم بالكيان الصهيوني في فلسطين وساحات المقاومة الأخرى.
من جهته، أشار خالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني إلى أن طوفان الأقصى أحدث خرقاً استراتيجياً للمخططات الأميركية والأطماع الإسرائيلية في فلسطين والمنطقة، مبيّناً أن الولايات المتحدة وبعد مضي ثمانية أشهر على العدوان الإسرائيلي تحاول الالتفاف على هزائمها وهزائم الكيان خاصة في ظل التراجع الأميركي في المنطقة وفي مناطق الصراع الأخرى في أوكرانيا وأفريقيا وبحر الصين الجنوبي.
وأكد عبد المجيد أن الوضع الفلسطيني قلب الموازين العالمية في كل المجالات الفكرية والسياسية والقانونية والثقافية لصالح المقاومة وتسببت في خسارة للولايات المتحدة وللكيان الصهيوني.
وقد أدار الندوة إبراهيم أبو الليل الباحث في مركز اللغات والترجمة لحركة الجهاد الإسلامي، بحضور الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب وخلف المفتاح مدير عام مؤسسة الأرض – سورية، وعدد من ممثلي قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية وباحثين ومحللين وإعلاميين.