دور متقدم لأبحاث علمية سورية في معالجة “السرطان”.. الشعار لـ “الثورة”: “الكيفيران” طريقة علاجية مبتكرة ساهمت بالتحكم بمعدلات النكس لدى المرضى
الثورة – لقاء غصون سليمان:
لولا الأمل بالغد لما عملنا ولا اجتهدنا، ولما ألهم الله بعضنا بفكرة أو اختراع خفف ألم طفل أو امرأة ورجل، ولولا التفاؤل بتقديم علاج فعال للمرضى يخفف من معاناتهم، أكان في مرض السرطان أو سواه، لما كتبنا هذه السطور، متناولين الدور المتقدم للأبحاث العلمية السورية في معالجة هذا المرض، وإذا كانت رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة لتحقيق طموح الإنسان في أي جانب من جوانب الحياة، فإن طموح الطبيب السوري بتخفيف الألم وبلسمة الوجع يبدأ بقدرته على الإبداع للوصول إلى حلول لأي مشكلة مستعصية تعترضه.
ولتحقيق هذه الحلول، يجب أن يكون البحث العلمي قائماً ومستمراً لمعرفة الأسباب الحقيقية لأمراض لا تزال جدلية في وقتنا الحالي كالسرطان.
وعلى الرغم من أن الحديث عن السرطان ليس بجديد، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في نسب الإصابة به محلياً، فوفقاً لإحصائيات وزارة الصحة الأخيرة يتضح مدى الحاجة الملحة لتعميق الأبحاث العلمية المتعلقة بهذا المرض.
الكيفيران القلوي.. اختراع واعد..
عند الوقوف على دور الأبحاث العلمية السورية المحكمة بهذا المجال، تبرز واحدة من أهم هذه الدراسات، والتي قام بها الباحث المخترع إبراهيم الشعار التي استمرت لعدة سنوات وانتهت باختراع “الكيفيران القلوي”، هذا الاختراع الذي أثار اهتمام الباحثين والأطباء على حد سواء بسبب التطورات التي طرأت عليه خلال الفترة الماضية.
وفي حديثه لـ “الثورة”، أوضح الدكتور الشعار كيف أثارت الأبحاث حول “الكيفيران القلوي” تساؤلات عديدة عن آليته ودوره في معالجة الأمراض السرطانية، مشيراً إلى أهمية وضرورة التعاون بين الباحثين والأطباء في إطلاق مبادرات مشتركة تحقق نتائج فعالة لمكافحة السرطان.
الجدير بالذكر أن هذا الاختراع، أو ما يعرف أيضاً بـ “القنبلة السكرية” حائز على براءة اختراع مسجلة في سورية، وحاصل على موافقة وزارة الصحة السورية والمسجل أيضاً في المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية (WIPO) في جنيف.
نتائج مشجعة وتطلعات مستقبلية..
لقد حظي “الكيفيران القلوي” باهتمام واسع من قبل المختصين، ولاسيما بعد رصد مؤشرات إيجابية مبنية على بيانات تفصيلية حول استخدامه، فقد أظهرت التجارب نتائج مبهرة في قتل الخلايا السرطانية شديدة الفتك مثل خلايا الساركوما، وذلك استناداً إلى عدة أوراق بحثية نشرت في مجلات علمية محكمة.
وأوضح الشعار أن “الكيفيران القلوي” ساهم في التحكم بمعدلات النكس، خاصة لدى مرضى سرطان الثدي والمثانة والبروستات واللوكيميا.
كما تطرق إلى شرح مختصر لآلية عمله بعد سنوات من البحث والتجارب المخبرية مستنداً بذلك إلى الأدلة العلمية في تفسير هذه الآلية، مبسطاً إياها بأنها تعمل على مبدأ “حصان طروادة” مستغلة القدرة العالية للخلايا السرطانية لجذب والتهام السكر (الكيفيران الذي يحوي المادة القلوية) مؤدية لتوقف نشاطها والقضاء عليها، إضافة إلى الدور الذي يلعبه في دعم خلايا الجسم السليمة وتقوية الجهاز المناعي وذلك باستهدافه لمستقبلات خاصة على سطح الخلية السرطانية مدمراً إياها دون أن يلحق الأذى بالخلايا السليمة، لذلك يعتبر طريقة علاجية مبتكرة، إذ يدمر الخلايا السرطانية من جهة ويدعم السليمة من جهة أخرى.
وتجدر الإشارة الى أنه تم اختبار “الكيفيران القلوي” على حالات عديدة لمرضى الساركوما خاصة “ساركوما ايوينغ” إذ أعطى تحسناً سريعاً وفعالية عالية وكانت النتائج مذهلة للغاية.
الخطة القادمة..
أوضح “الشعار” أن التركيز في المرحلة المقبلة سيكون حول تأسيس “برنامج ماتريكس الشعار” لتعزيز التعاون مع الجهات ذات الصلة لتحقيق إنجازات تقلل من معاناة المرضى وعائلاتهم.
كما نوه بسياق متصل لوجود العديد من التجارب والدراسات التي تهدف إلى معالجة الأمراض المزمنة وأمراض المناعة الذاتية، معرباً عن أمله في أن تسهم هذه الأبحاث في تحقيق فوائد ملموسة من خلال “البرنامج المذكور” القائم على المواكبة بين البحث العلمي وحاجات المجتمع، مما يعود بالنفع على مرضى السرطان وذوي الحالات المستعصية.
أخيراً.. تبرز أهمية التقدم العلمي والتعاون المشترك في مجال مكافحة السرطان مما يزيد الأمل في تحقيق إنجازات طبية سورية ملموسة، ويظل التفاؤل قائماً بتقديم حلول فعالة تخفف من معاناة المرضى وتساهم في تحسين جودة وظروف حياتهم.