الثورة – حوار هلال عون:
ازدادت في الفترة الأخيرة عبارة “وداعا للدولار” .. والمقصود بالعبارة أن الدولار في طريقه لمغادرة موقعه كعملة عالمية مهيمنة على التبادلات التجارية العالمية ، وعلى الاحتياطيات البنكية الدولية.
البعض يعتمد في رأيه هذا على إشارات سياسية توحي بانتهاء القطبية الواحدة ، أي انتهاء قيادة أمريكا للعالم منفردة .
والبعض ينطلق من مؤشرات صعود الاقتصاد الصيني العملاق الذي بدأ بالتفوق على الاقتصاد الأمريكي.
وهناك من يرى أن سلاح العقوبات الأمريكي ضار بالاقتصاد الأمريكي نفسه لأنه يضعف حجم التبادل التجاري العالمي.
ولا ينسى جميع من يتحدثون عن ذلك حجم التضخم الناتج عن زيادة حجم الإنفاق الاستهلاكي الأمريكي ، وعن كون الدولار غير مغطى بأي سلعة معادلة .
في هذا السياق يرى الصناعي والخبير الاقتصادي عاطف طيفور أن قمة بريكس التي ستعقد في تشرين الأول القادم على مستوى الرؤساء، ستشكل منعطفا اقتصاديا، و سياسيا غير مسبوق ، وخاصة على الواقع الاقتصادي السوري.
ويستشهد طيفور على اقتراب موعد انتهاء هيمنة الدولار بالقول : “القوة الشرائية للدولار انخفضت بنسبة تتجاوز 6000% منذ عام 1944 ، حيث كان سعر أونصة الذهب 35 دولارا عام 1944 ، و الآن تجاوز سعرها 2000 “.
و يرى طيفور أن الانخفاض التدريجي للقوة الشرائية للدولار مقابل السلع، يساهم بارتفاع كلفة المستوردات ونسبة الطلب على الدولار وانهيار العملات، ويساهم بارتفاع نسبة التضخم والبطالة، كما يساهم بعجز الميزان التجاري والنمو الاقتصادي العام.
ولذلك يقول طيفور: “بات الوقت مناسبا لكسر قيود الهيمنة، فعملة البريكس المرتقبة ستكون البديل الصحي للدولار.. ومنظومة بريكس للتحويل المالي (باي) ستكون البديل المالي لنظام سويفت الحالي الذي تهيمن عليه أمريكا، وستكون منظومة العملات المحلية هي البديل الاقتصادي للدول والحل المثالي والملاذ الآمن.
إجراءات اقتصادية سورية.
ويضيف: بعد اهتمام سورية بالانضمام إلى اتحاد البريكس، وخلال انطلاق هذه العملة الدولية، نترقب طلب انضمام سورية خلال قمة بريكس في تشرين الأول القادم 2024، مما يستدعي استباق الأحداث واستحداث إجراءات اقتصادية محلية، وسياسة مالية ونقدية عصرية للاستعداد اقتصادياً.
التوجّه شرقاً مسار الجميع..
ويختم طيفور بالقول: بعد اهتمام سورية بالانضمام إلى اتحاد البريكس نتوقع تقديم طلب رسمي للانضمام خلال قمة ٢٠٢٤ اكتوبر، وبعد أن سمحت الصين باستقبال الحوالات التجارية من سورية باليوان نترقب أن يتحول اليوان إلى عملة رسمية محلية للاستيراد والتداول التجاري والمصرفي.
وبعد إطلاق منظومة “بريكس باي” بديل السويف، نترقب انفراجا اقتصاديا تدريجيا لتفادي العقوبات الغربية ، ومنظومة محلية تتناسق مع نظام بريكس القادم.
