جمال الحياة ينبع من العطاء والإخلاص والبساطة والتواضع، والكرم، وغياب الغرور، والقدرة على خدمة الآخرين وهي صفات في متناول كل شخص، وهي الأسس الحقيقية للمجتمع الفاضل.
والعطاء والإنفاق ليس مالاً فقط بل أن تبتسم في وجه من يبتسم لك وأنت حزينٌ من داخلك، ولا يحزن الشخص صاحب العطاء إذا جاءه سهم قاتل ممن أنفق عليه، لأنه سوف يجد المجتمع من ينزع السهم ويقر بفضله، أما من يسيئ رغم المعروف فلو ألقمته عسلاً عض أصابعك.
فالعطاء من شيم الكرام وقديماً قالوا: أعط الناس ثلاثة المحبة، الوفاء، والعطاء، ولا خير في قول بلا فعل، ولا في مال بلا جود، ولا في صديق بلا وفاء، ولا في صدقة إلا بنية.
والبشر بمختلف جنسياتهم وألوانهم لهم طباع تختلف من إنسان إلى آخر، وكل منهم يتمتع بصفات ربما تتوافق مع بعض الناس وتختلف مع آخرين.
وكم نجد أشخاصاً كرماء بأخلاقهم وبأموالهم، وما أكثرهم في حياتنا يجودون بكل شيء ومبدأهم دائماً أحسن إلى الناس تسعد وتكسب قلوبهم.
والشخص الذي ينفق ويعطي لا ينتظر مقابلاً، رغم أن الذي أعطاه قد ينكر رد الجميل له، فهو لا ينتظر منه شيئاً، فمن واجبه أن يساعد الآخرين ويقدم لهم الخدمات، فالأمر من طبيعته لأنه تربى في أسرته على هكذا أخلاق وهكذا معاملة.
فالكريم في سخائه شعاره دائماً هو ازرع جميلاً ولو في غير موضعه فلن يضيع جميل أينما زرع ، وأخيراً شتان بين المعطي السخي في أخلاقه وما يجود به وبين قليل وعديم الوفاء والفرق بينهما كالفرق بين الثرى والثريا، فالكريم كالسحابة الممطرة التي تجود بالخير، أما ناكر الجميل والمعروف فهذا مثله كمثل الشجرة الجرداء لا تفيد إلا بالحطب، فالناس معادن فمنهم يشبه الألماس في بريقه ولمعانه أما قليل الوفاء فهو بلا ثمن، وأختم بهذه العبارة: العطاء عملة نادرة والقلوب هي المصارف، وقليلة هي المصارف التي تتعامل بهذا النوع من العملات.
جمال الشيخ بكري