الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
الفراغ عند شعبنا غير مقبول، ولم يسمح بحصوله في يوم من الأيام، فكيف إذا كان ذلك يتعلق بقراره السيادي المستقل وبوحدة الوطن واستقلاله وكرامته، فالعثمانيون القدماء والجدد، وفرنسا والغرب الاستعماري، محاولاتهم لم تنفك في يوم من الأيام لأجل تعطيل الحياة الدستورية في سورية، والاعتداء على البرلمان السوري في التاسع والعشرين من أيار عام 1945 خير شاهد على ذلك.
فالشعب السوري الذي كسر إرادة فرنسا ولم يخضع في يوم من الأيام للإملاءات الخارجية، هو شعب قادر على الدوام أن ينهض بمؤسساته الدستورية ويبنيها ويطورها على مقاسه، وليس كما يريد أن يفصلها الآخرون.
شعبنا الأبي ثقافته وطنية ونهجه مقاوم، وفكره خلاق، وأما الفكر التكفيري الظلامي الأسود ومن يرعاه ويدعمه وما يضمر من شر وأذى يلحقه بشعبنا ويحاول أن يذهب بنا إلى الفراغ، فالمنال بعيد عنه ومحاولات النيل من استقلالية قرار شعبنا الأبي بائسة ويائسة ومحكوم عليها بالفشل، وهذا الفكر الأسود لا يخيف شعبنا ولا يرهبه لأنه فكر ذاهب نحو الفراغ.
إن إجراء انتخابات مجلس الشعب محطة مهمة في تاريخ سورية وتأتي استكمالاً للمحطات الدستورية التي لم تتوقف في يوم من الأيام، ومن الواجب على جميع أبناء الشعب السوري المشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري الذي يشكل قاعدة أساسية على جميع الصعد- الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وعلينا مسؤولية اختيار من يحرص على الشعب ويبادله معاني حب الوطن والانتماء، ويمتلك منظومة أخلاقية حسنة.
قوة التحدي أمام ذلك تكمن في تحدي التحدي، ومن يمتلك ذلك يمتلك إرادة الاختيار الصحيح، وهذا ما تعود عليه شعب سورية الأبي الذي تحطمت أمام إرادته وعنفوانه وصموده أعتى قوى الشر والبغي والعدوان ومن يدور في فلكها من المتآمرين على هذا الوطن.