“سي جي تي إن”: أنموذج للتعاون بين بلدان الجنوب

الثورة – ترجمة ختام أحمد:
على مدى العقدين الماضيين منذ إنشاء منتدى التعاون الصيني-العربي، نفذت الصين والدول العربية استراتيجيات تنمية متسقة للغاية، وصمدت صداقتها التقليدية أمام اختبار الزمن وازدادت قوة. ويتمتع الجانبان بنقاط قوة متكاملة في الموارد والأسواق والصناعات.
وقد تم تعزيز وتوسيع وتحديث تعاونهم في مجالات مثل الطاقة والتجارة والاستثمار بشكل مستمر. وقد وضع هذا نموذجاً للتعاون بين بلدان الجنوب والمنفعة المتبادلة.
لقد تم تعزيز التعاون في مجال الطاقة باعتباره جوهراً لريادة نموذج جديد للتعاون الصيني العربي في مجال الطاقة.
وتعد الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط، بينما تعد الدول العربية من أهم المناطق المنتجة للنفط والغاز عالمياً. ويشكل تعزيز التعاون في مجال الطاقة وإقامة شراكة صينية-عربية في العرض والطلب في مجال الطاقة حجر الزاوية في التعاون الصيني-العربي. وتمثل مبادرة الحزام والطريق، التي تم إطلاقها في عام 2013، رحلة جديدة للتعاون الصيني-العربي في مجال الطاقة في العصر الجديد.
وقد أدى تقديم “ثمانية إجراءات مشتركة رئيسية” للتعاون العملي في القمة الأولى بين الصين والدول العربية في عام 2022 إلى تعزيز هذا التعاون.
وفي عام 2023، استوردت الصين 265 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، وهو ما يمثل 47 في المئة من إجمالي واردات الصين من النفط الخام.
وفي الوقت نفسه، شهد التعاون الصيني-العربي في قطاعات الطاقة الجديدة مثل الخلايا الكهروضوئية وطاقة الرياح والطاقة الهيدروجينية زيادة سريعة، ما أدى إلى تقدم كبير في تحول الطاقة في الدول العربية. وبذلك دخل التعاون الصيني-العربي في مجال الطاقة مرحلة جديدة من التعاون المكثف والمستدام في مجالات مثل الطاقة المعتمدة على الكربون، والطاقة المتجددة، والاستخدام السلمي للطاقة النووية.
يتم تعزيز جودة التعاون في البنية التحتية لدعم تطوير البنية التحتية الجديدة في البلدان العربية. وقد أدى تنوع التنمية في الاقتصادات العربية إلى نشوء طلب كبير على البنية التحتية رفيعة المستوى، في حين تتمتع الصين بمزايا تكنولوجية واقتصادية قوية في بناء البنية التحتية، ما يخلق فرصاً واسعة للتعاون التكاملي المتبادل.
منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق، وقعت الشركات الصينية عقوداً هندسية بقيمة 550 مليار دولار في الدول العربية، تغطي أنواعاً مختلفة من البنية التحتية، بما في ذلك الخدمات اللوجستية والسكك الحديدية والمطارات والموانئ والطاقة.
وفي عام 2018، بدأ تشغيل قطار الحرمين السريع الذي تبلغ سرعته التصميمية 360 كم/ساعة، وهو الأول من نوعه الذي أنشأته شركات صينية في الخارج. لقد أدى ذلك إلى تقليل وقت التنقل بين مكة والمدينة في المملكة العربية السعودية إلى النصف بشكل كبير، وعزز كفاءة النقل بشكل كبير. وفي عام 2021، فازت شركة Power China بعقد مشروع كبير للمرافق العامة في المملكة العربية السعودية، ما يمثل أول مشروع مجمع بنية تحتية واسع النطاق تنفذه شركة صينية في المملكة العربية السعودية. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت عمليات التعاون الجديدة في البنية التحتية في مجال التكنولوجيا الرقمية والطاقة الجديدة، من بين أمور أخرى، بارزة بشكل متزايد، مع التركيز المتزايد على الرقمنة، والحلول التقنية، ومشاريع الطاقة النظيفة.
وتُبذل الجهود لتعزيز التكامل التجاري والاستثماري، ووضع نموذج جديد للتعاون فيما بين بلدان الجنوب.
تعد مبادرة الحزام والطريق منصة مهمة للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني-العربي. ووقعت الصين اتفاقيات تعاون لمبادرة الحزام والطريق مع جميع الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية. وقد تطور معرض الصين والدول العربية، الذي أقيم ست مرات على التوالي، إلى معرض دولي يجمع بين الحوارات رفيعة المستوى والترويج الاقتصادي والتجاري والمفاوضات التجارية.
وبتوجيه من أطر ومنصات التعاون المنهجي مثل منتدى التعاون الصيني-العربي ومعرض الصين والدول العربية، حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية. وارتفعت التجارة البينية من 36.7 مليار دولار في عام 2004 إلى 398 مليار دولار في عام 2023، مع تجاوز الاستثمار المباشر 30 مليار دولار.
لقد توسع التعاون الاقتصادي والتجاري تدريجياً ليتجاوز التجارة في الزراعة والطاقة إلى التمويل والاستثمار والعلوم والتكنولوجيا والثقافة، ويتطور نحو شراكة أكثر تنوعاً وتوازناً ومتبادلة وعالية الجودة.
المصدر – سي جي تي إن

آخر الأخبار
حرائق الساحل.. ترميمها يحتاج لاستراتيجية بيئية اقتصادية اجتماعية خطة طموحة لتحسين خدمات المستشفى الوطني الجامعي.. استشارات وحجز مواعيد وتفاعل مع المرضى والمواطنين بك... أريحا بتستاهل.. مبادرة تطوعية تؤهل أكبر حدائق المدينة أطفال الشوارع.. براءة مهدورة.. انعكاس لأزمة مجتمعية وتجارة يستثمرها البعض  تمديد فترة استلام محصول القمح في ديرالزور استئناف استلام محصول التبغ في حماة إنهاء التشوهات في سعرالصرف يتطلب معالجة جذرية  التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟.