“منتدى التعاون العربي الصيني”.. السفير الصيني في دمشق لـ“الثورة”: يؤسس لبناء مستقبل مشترك.. وسورية جسر هام لبكين في تعزيز العلاقات الصينية العربية
التقت صحيفة “الثورة” سفير جمهورية الصين الشعبية في دمشق “شي هونغوي” للوقوف على أهم ما تضمنه “منتدى التعاون الصيني العربي” الذي عقد في الصين، وشاركت سورية في أعماله ممثلة بوزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد
الثورة – لقاء رئيس التحرير أحمد حمادة:
ربط الماضي العربي الصيني بالمستقبل الواعد للشعبين، والتميز بالروح الريادية، والتأسيس لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك معاً، هو خلاصة نتائج المؤتمر الوزاري العاشر لـ “منتدى التعاون الصيني العربي” الذي عقد منذ أيام في الصين.
وشاركت سورية في أعماله ممثلة بوزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد، وللوقوف على أهم ما تضمنه المنتدى التقت صحيفة “الثورة” سفير جمهورية الصين الشعبية في دمشق “شي هونغوي” وكان الحوار التالي.
بداية أكد السفير شي هونغوي أن المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي انعقد في يوم 30 مايو 2024، ويأتي انعقاد هذه الدورة بعد قمة الصين والدول العربية الأخيرة كما أنها تزامنت مع الذكرى العشرين لتأسيس المنتدى، الذي تعتبر محطته ذات أهمية كبرى لربط الماضي العربي الصيني بالمستقبل الواعد لكلا الشعبين، ويتميز بالروح الريادية.
السفير الصيني: الرئيس شي جينبينغ أكد على قرار القمة الصينية العربية وأعلن أن القمة الثانية بين الصين والدول العربية ستعقد في الصين عام 2026
القمة الثانية بين الصين والدول العربية ستعقد في الصين عام 2026
وأضاف السفير الصيني: “إن أبرز ما جاء في الاجتماع أن الرئيس شي جينبينغ وأربعة رؤساء دول عربية حضروا حفل افتتاح المنتدى وألقوا خطابات مهمة، أشاروا فيها إلى الاتجاه الصحيح ورسموا مخططاً لتنمية العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد، وكانت أهم نتائج الاجتماع أن الرئيس شي جينبينغ أكد على قرار القمة الصينية العربية وأعلن أن القمة الثانية بين الصين والدول العربية ستعقد في الصين عام 2026، ومن المؤكد أن القمة الجديدة ستصبح معلماً آخر في تنمية العلاقات الصينية العربية وستقود بناء مجتمع المستقبل المشترك بين الصين والدول العربية.”
وقال السفير شي هونغوي: “لقد أجرى الجانبان الصيني والعربي خلال الاجتماع مناقشات عميقة حول تسريع تنفيذ نتائج القمة الصينية العربية الأولى وتسريع بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، ووقعا “إعلان بيجينغ”، و”البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني العربي بين عامين ٢٠٢٤-٢٠٢٦”، و”البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية” والوثائق الختامية الأخرى.”
السفير الصيني: إنّ “البرنامج التنفيذي” يوضح الاحتياجات وخطط التعاون في مختلف المجالات بين الجانبين خلال الفترة من 2024 إلى 2026
تعزيز إنشاء آليات المنتدى والحفاظ على آليات التعاون القائمة
وبيّن السفير أن “إعلان بيجينغ” يثمن الدور القيادي الاستراتيجي الهام الذي لعبته قمة الصين والدول العربية الأولى في تحسين مستوى العلاقات الصينية-العربية، ويقدر الآليات المختلفة للمنتدى على مدى العقدين الماضيين في تعزيز العلاقات الصينية العربية بنجاح في مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع والإعلام والتنمية.
ويعرب الإعلان عن الرغبة في تعميق العلاقات الصينية العربية وتعزيز البناء المشترك للمنتدى، ويؤكد من جديد الدعم المتبادل للمصالح الأساسية والاهتمامات الرئيسية لكل منهما، ويحدد الموقف التوافقي للجانبين بشأن القضايا الإقليمية والدولية الكبرى، ويؤكد على أنه سيواصل بكل الجهود لبناء مجتمع المستقبل المشترك الصيني العربي في العصر الجديد.
وأشار السفير إلى أن “البرنامج التنفيذي” يوضح الاحتياجات وخطط التعاون في مختلف المجالات بين الجانبين خلال الفترة من 2024 إلى 2026، ويؤكد على ضرورة تعزيز إنشاء آليات المنتدى والحفاظ على آليات التعاون القائمة وآليات الاتصال اليومي في مختلف المجالات، بما في ذلك الاجتماعات الوزارية للمنتدى، واجتماعات كبار المسؤولين، وآليات الحوار السياسي الاستراتيجي الرسمي الرفيع المستوى وغيرها من المجالات.
تعتبر الصين القضية الفلسطينية جوهر قضية الشرق الأوسط، وسيواصل الجانب الصيني دعمه الثابت للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة
دعم ثابت من الصين للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه
وحول القضية الفلسطينية أكد السفير أن الصين تعتبر القضية جوهر قضية الشرق الأوسط، وقال بأن الجانبين أصدرا البيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية ودعيا إلى إنهاء الصراع في غزة في أسرع وقت ممكن وتعزيز حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وسيواصل الجانب الصيني دعمه الثابت للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في يوم مبكر، مهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية، وتدعم الصين بثبات حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة وترغب في تقديم مساهمات أكبر لتعزيز المصالحة بين الفلسطينيين.
أقامت الصين شراكات استراتيجية شاملة مع 16 دولة عربية، بما في ذلك سورية، وجامعة الدول العربية
شراكات استراتيجية شاملة مع 16 دولة عربية
وقال: “تحت قيادة الرئيس شي جينبينغ وقيادة رؤساء الدول العربية، حققت العلاقات الصينية العربية تقدماً كبيراً في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، ودخلت العلاقات الصينية العربية أفضل فترة في التاريخ.
وأقامت الصين شراكات استراتيجية وشراكات استراتيجية شاملة مع 16 دولة عربية، بما في ذلك سورية، كما أقامت الشراكة الاستراتيجية مع جامعة الدول العربية، وأصبح العالم العربي واحداً من المناطق التي تضم أعلى نسبة من الشركاء الاستراتيجيين.
وستعزز الصين والدول العربية القاعدة الاستراتيجية للمجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك وستضربان نموذجاً للاحترام المتبادل والمساعدة المتبادلة، وسيواصل الجانبان اتباع مسارات التنمية التي تناسب ظروفهما الوطنية ويدعم كل منهما الآخر بقوة في حماية مصالحهما الأساسية، وستدعم الصين بقوة الدول العربية في الاتحاد والتعاون والاعتماد على الذات، وتدعمها لاستكشاف الحلول بشكل مستقل للقضايا الساخنة التي تحمي الإنصاف والعدالة وتحقق السلام والاستقرار على المدى الطويل.”
اقرأ أيضاً: توفّر الدورتان الصينيتان فرصاً جديدة لتنمية العلاقات الصينية – السورية
وأضاف السفير الصيني قائلاً: “ستعمل الصين والدول العربية معاً لتسريع بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك لإنشاء نموذج للمنفعة المتبادلة والتعلم المتبادل والتقدم المشترك، وعلى أساس “الإجراءات المشتركة الرئيسية الثمانية” للتعاون العملي.
وستعمل الصين والدول العربية بشكل مشترك على بناء نمط ابتكار أكثر ديناميكية ، نمط استثمار وتمويل على نطاق أوسع، نمط تعاون متعدد الزوايا في مجال الطاقة، نمط اقتصاد وتجاري أكثر توازناً، ونمط المنفعة المتبادلة، ونمط بالمزيد من جوانب التبادل الثقافي.
وسيواصل الجانبان توسيع تدفق التكنولوجيا والمال والمنتجات والموظفين لتحقيق الفائدة على نطاق واسع للشعبي الصيني والعربي، وستعمل الصين والدول العربية على توسيع التأثير الإيجابي للمجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك وإنشاء نموذج لبناء التوافق وتحسين الحوكمة العالمية.
وسيدعو الجانبان بشكل مشترك إلى تعددية أقطاب عالمية متساوية ومنظمة وعولمة اقتصادية شاملة، ودفع الحوكمة العالمية لاتجاه أكثر عدلاً، ودفع العالم نحو مستقبل أكثر إشراقاً من السلام والأمن والرخاء والتقدم.”
ترحب الصين بالمشاركة الفعالة لسورية في بناء منتدى التعاون الصيني العربي، وتقدر الخطاب الهام الذي ألقاه وزير الخارجية والمغتربين د. فيصل المقداد في المؤتمر الوزاري العاشر للمنتدى.
واختتم السفير الصيني حديثه بالقول: “ترحب الصين بالمشاركة الفعالة لسورية في بناء منتدى التعاون الصيني العربي، وتقدر الخطاب الهام الذي ألقاه وزير الخارجية والمغتربين د. فيصل المقداد في المؤتمر الوزاري العاشر للمنتدى.”
وكما أشار وزير الخارجية وانغ يي، أن سورية طرف مهم في الشرق الأوسط وبدون مشاركتها لن يتحقق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في الشرق الأوسط، وكانت سورية دائماً جسراً هاماً وشريكاً للصين في تعزيز تنمية العلاقات الصينية العربية، كما ستكتسب العلاقات الصينية السورية زخماً جديداً مع مواصلة تنمية العلاقات الصينية العربية.