في حوار استضافه “الكتاب العرب”.. الإعلامي سامي كليب: ما يحصل اليوم هو تحول مفصلي في تاريخ الصراع بالمنطقة

الثورة – متابعة عبد الحميد غانم ورفاه الدروبي : 

شكل طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣ ، منعطفا مهما ليس بشأن النضال الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية عموما،  وإنما فيما يتعلق بالمنطقة والعالم..
فالوضع الفلسطيني أو العربي أو الإقليمي أو حتى الدولي قبل ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣ ، لم يكن كما كان بعده.

ما حدث من إنجازات وتقدم غير مسبوق في الساحة الفلسطينية ، لم نكن نتوقعه، وما أصاب الكيان نتيجة صفعة تاريخ ٧ اكتوبر  كان مفاجئا لقادة العدو وحلفائهم.
وكذلك الأمر ما حدث تحرك مذهل في الشارع الدولي وخصوصا في صفوف الشباب والأجيال التي تتعلم، نتيجة للعدوان الإسرائيلي وجرائمه وحرب الإبادة التي يشنها ضد غزة، غير الكثير من المفاهيم لدى شباب العالم، وأفرز حالات كثيرة عن مواقف دولية تدين العدو الإسرائيلي بشكل غير مسبوق لم يحدث ذلك قبل هذا التاريخ.
حول هذا الموضوع أقام اتحاد الكتاب العرب في سورية اليوم حوارا سياسيا وفكريا مفتوحا مع الكاتب والإعلامي اللبناني الدكتور سامي كليب، تحت عنوان ( تدمير العالم العربي.. من حرب الهوية إلى الإبادة – غزة نموذجا ) ، دعي إليه نخبة من المفكرين والكتاب والسياسيين والفنانين والدبلوماسيين والإعلاميين.
وكعادته وأسلوبه الصحفي المميز، عرض الكاتب كليب رؤيته وتصوراته السياسية للوضع في المنطقة وتأثيراته المتنوعة على القضية الفلسطينية وعلى المنطقة والعالم، مستندا إلى ربط الأحداث الجارية في سياقها التاريخي والرجوع إلى التوثيق المعلوماتي وتحليل تداعياتها الراهنة والمستقبلية.
وأشار كليب في حديثه عن هذه اللحظة العربية المفصلية إلى أن ما يحصل اليوم هو تحول مفصلي في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، منوها بأن العدو أصيب بنكسة وجودية كبيرة جراء طوفان الأقصى والصمود والمقاومة في مواجهة العدوان.

وأكد الإعلامي اللبناني كليب على أن حدث ٧ اكتوبر لم يكن صدفة ولم يبدأ في السابع من تشرين الأول، وإنما منذ ٧٧ سنة، وأن ما حصل بعد ٧ تشرين الأول لم يكن أحد يحلم به، مبينا أن النكسة الكبيرة التي ألمت بالكيان جعلته يقف عاجزا عن حماية المستوطنين الذين جيئ بهم من كل أصقاع العالم، وأن صورة هذا الكيان التي بناها الغرب على دعاية كلفته مليارات الدولارات تغيرت  وانقلب السحر على الساحر.
ودعا كليب إلى أن يستثمر العرب التغيرات الدولية الحاصلة في العالم لصالح قضاياهم العادلة لاسيما القضية الفلسطينية حتى لا تضيع تضحيات الشعب الفلسطيني وتضحيات العرب في الدفاع عن هذه القضية سدى.
وأشار الدكتور سامي كليب إلى أنَّ كتابه الأخير حول الأحداث الأخيرة يضمُّ مجموعة من الوثائق السرية الدامغة والمُسرَّبة حصل عليها وتمتد إلى ٧٥ عاماً، حيث تؤكِّد ضمن خط بياني تدمير أية دولة تريد الدفاع عن فلسطين، متسائلاً عن أسباب استهداف ست دول عربية ومنهم: سورية وليبيا وفلسطين والعراق والسودان واليمن، مُبرهناً على قوله بما حصل في ٧ تشرين الأول من العام الماضي.
ثم انتقل للحديث بأننا حين نعود بالتاريخ إلى المفاصل الرئيسة في القضية الفلسطينية أو الصراع مع المحور الآخر سنجد مايبرهن على الأسئلة المطروحة، منوهاً إلى أن قمة العشرين في نيودلهي بتاريخ ٩ أيلول من العام الماضي ركزت على إنشاء خط سكة حديد من نيودلهي مروراً بدول الخليج وفلسطين المحتلة ذهاباً إلى أوروبا. وقال: الخط له هدفان الأول: إنعاش “العدو الصهيوني” ودمجه بالمنطقة، والثاني: تطويق المشروع الآخر الطريق الصيني، مؤكداً أنَّ الاقتصاد الروسي أصبح من أقوى الاقتصادات في العالم، ومبيِّناً بأن تحالف الصين وروسيا أصبح من أقوى التحالفات.

ولفت كليب إلى أن المخطط الأميركي الإسرائيلي يرمي إلى السيطرة على ثروات الغاز المكتشفة على ضفة فلسطين على البحر المتوسط، لذلك سعى العدوان الإسرائيلي إلى تقطيع أوصال الشعب الفلسطيني بغية  تشتيته وتهجيره إلى خارج فلسطين.
الدكتور الحوراني الذي أدار الحوار، استهل حديثه بأنَّ سامي كليب قيمة وقامة في الإعلام العربي، وقال: لقد حرص في كتبه وبرامجه على ألا تكون جاهزة ومعدَّة سلفاً وإنما وثَّق كل كلمة أو جملة أو معلومة بالدلائل الدامغة، ما جعله يُحقِّق حضوراً ونجاحاً لأن فلسطين حاضرة في قلبه وروحه والفعل اللبناني المقاوم بكل بهائه وحضوره.
وجرى حوار حيوي وفاعل بين الحضور مع الكاتب كليب ، وقدم العديد من الشخصيات رؤى وأفكار بناءة حول فهم ما يجري وضرورة الاستفادة منه في خدكة المصالح والحقوق العربية.
وحضر الحوار مجموعة من الكتاب والسفراء العرب والأجانب والسياسيين والمحللين والإعلاميين من سورية ولبنان وفلسطين.