ألبس غيرك معطف المحبة.. تحصد دفء المشاعر

الثورة- حسين صقر:
كثيرة هي الكلمات التي تدعو إلى المحبة والتسامح والتعاضد، وقبول الرأي الآخر من دون كراهية صاحبه، وهي ليست مجرد حروف تجمع تلك الكلمة أو تلك، إنما تحمل معاني سامية، إذا اقتدينا بها ونفذنا ما تعنيه، لعشنا جميعاً بسلام، ومن منا لا يذكر رائعة جبران عن المحبة والتي غنتها الأسطورة فيروز، عندما قال فيها: المحبة، إذا المحبة أومَتْ إليكمْ فاتبعوها.. إذا ضمتكمْ بجناحيها فأطيعوها.. إذا المحبة خاطبتكمْ فصدّقوها.. المحبة.. تضمكمْ إلى قلبها كأغمارِ حنطة..
على بيادرها تدرسكمْ لتظهرَ عُريكمْ.. تطحنكمْ فتجعلكمْ كالثلجِ أنقياءْ.. ثمَّ تُعِدكمْ لنارها المقدّسة..
لكي تصيروا خبزاً مقدّساً..
وفي الحقيقة عندما كنت أقتبس من القصيدة، أردت أن أختصر ببيت أو اثنين، لأجد نفسي مضطراً للمتابعة، ولكن وجدت نفسي مرغماً على الوقوف، وللقصيدة معان جمة وعميقة وغنية، تجعلنا نقف عند كل كلمة فيها عن المحبة.
فالأخيرة هي بذرة الخير الذي ينتج قمح التسامح، والذي بدوره يطعمنا خبز العلاقات الطيبة التي تسمو فوق كل الخلافات والمصالح، ومن ألبس غيره معطف المحبة، جنى دفء المشاعر، وعاش آمناً مطمئناً هادئاً في الدنياً، متهنياً بالآخرة، وكي يصل إلى هذا العطاء، عليه أن يترفع عن أنانيته، ومراعياً إلى حد مصلحته، وليس على حساب الآخرين أو أذيتهم، خاصة وأن لاشيء خلق لذاته، فالنهر لا يشرب ماءه، والشمس لا تضيء لذاتها، والشجرة لا تأكل ثمارها، ولا دودة القز لبست الحرير الذي تنتجه.
ولهذا فالمحبة، لا تأخذ إلا من ذاتها.. وهي لا تملك شيئاً ولا تريدْ لأحد أن يملكها..
والمحبة بين الناس واجبة، والله سبحانه وتعالى زرعها كخصلة معتبرة فينا، ولهذا على الإنسان التقرب من الآخرين ويحببهم بنفسه، وثمة مقولة” خير أن تكون مذنباً في عين الناس خير من أن تكون مذنباً في عين الله”، فالشطر الثاني منها صحيح ولا يختلف اثنان على ذلك، بينما الأولى خطأ، لأنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله، بينما بيت الشعر القائل الذي لا لبس فيه» أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم.. فطالما استعبد الإنسان إحساناً.
وأخوك بالمحبة هو الذي يحميك في الغيب جاهداً، ولهذا عليك أن تكون سيفاً في غيابه أو حامياً لظهره، وحصته أثناء ذلك الغياب.
وللمحبة تأثير كبير في تبرير المواقف عندما يخطئ أحدنا بحق الآخر، فإذا حضرت اختفى كل شيء وذهب الحقد في طريقه يجر أذيال الخيبة، وإذا حضرت المحبة انتشر نورها وأطفأ ظلام الضغينة والكراهية، عندها يسامح بعضنا بعضاً، ولا يتذكر من الشخص الذي تضايق منه أو انزعج، سوى المواقف الجميلة والمآزق الذي انتشله منها، على اختلاف حجومها وصنوفها.
ويقال: لا يصل الناس إلى حديقة النجاح، من دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس مع الآخرين، و لكن وحده صاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات، إنما يتجاوزها بالمحبة وتذكر المعروف وعدم نكران الجميل، لأن ذلك يقربنا من الخالق، ولهذا أحب دائماً أن يقول لك الناس: إنك تستطيع أن تفعل ذلك، لأنهم كلما قالوا لك ذلك سوف تفعله بجدارة أكثر.
كثير من الأحيان يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا بابًا آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيع تركيزه ووقته وطاقته في النظر إلى الباب الذي أغلق، بدلاً من باب الأمل، وذلك بسبب الحقد المتأصل فيهم، ولهذا لا تجعل ممالك حلمك تنهار من أول موقف يحصل معك، فبادل ذلك بالمحبة والتسامح والتماس الأعذار تعش سعيداً.
دع المحبة تمسح الأخطاء، ولا تراكمها بالعداوة والكره، فلا تعلم من يغادر هذه الدنيا أنت أم معاديك.

 

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة