الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
يتوقع المسؤولون الأمريكيون أن ترسل دول مجموعة السبع “تحذيراً جديداً صارماً” إلى البنوك الصينية الصغيرة “للتوقف عن مساعدة روسيا في التهرب من العقوبات الغربية”، حسبما ذكرت وكالة رويترز يوم الأحد الماضي.
ويتعين علينا أن نرى ما إذا كانت دول مجموعة السبع ستصدر مثل هذا التحذير وكيف ستصدره، لكننا نأمل أن تسود العقلانية بينهم في النهاية. تجدر الإشارة إلى أنه فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، تتمسك الصين دائماً بموقف موضوعي وعادل، وتتخذ إجراءات ملموسة لتعزيز محادثات السلام.
وفي تناقض صارخ، تعمل الولايات المتحدة باستمرار على تحريض بل وإكراه أعضاء مجموعة السبع الآخرين على إثارة التوترات بشكل أكبر، في حين توجه أيضاً اتهامات لا أساس لها ضد التبادلات الاقتصادية الطبيعية والتعاون بين الصين وروسيا.
وباعتبارها مشاركاً متزايد الأهمية في السوق المالية العالمية، يحق للصين إجراء تعاون مالي طبيعي مع الدول الأخرى، بما في ذلك روسيا، على أساس المنفعة المتبادلة، ولا يمكن لأحد أن يتدخل فيها أو يوقفها. ولا يحق للولايات المتحدة، أو أي دولة أخرى، التدخل في التعاون المالي الطبيعي بين الصين وروسيا.
وفي السنوات الأخيرة، شهد التعاون المالي بين البلدين تطوراً سريعاً، وحقق تقدماً كبيراً في مختلف الجوانب، وضخ زخماً جديداً في التعاون الاقتصادي والتجاري الشامل بين البلدين.
على سبيل المثال، يكتسب تكامل أنظمة التسوية والدفع بين الصين وروسيا زخماً سريعاً. وتسعى المؤسسات المالية الروسية، بما في ذلك البنوك وشركات الأوراق المالية وشركات التأمين، بنشاط إلى إقامة شراكات مع الشركات والمؤسسات الصينية لتلبية احتياجات التسوية التجارية وإدارة الأصول.
وفي آذار 2023، اتفقت الصين وروسيا على مواصلة تعزيز تعاون متبادل المنفعة في القطاع المالي. ويشمل ذلك زيادة استخدام العملتين الصينية والروسية في التسويات وتشجيع الابتكار في طرق الدفع. ويلتزم كلا البلدين بتعزيز التعاون بشكل مسؤول في القطاع المالي، الأمر الذي سيؤدي إلى فوائد ملموسة للشركات والمؤسسات التجارية في كلا البلدين، وكذلك للدول النامية الأخرى.
إن إمكانات التعاون المالي بين الصين وروسيا لاتزال ضخمة وتوفر فرصاً لمزيد من التنمية. وتشعر العديد من الشركات في روسيا بالتفاؤل بشأن آفاق اليوان الصيني، وترى إمكانات كبيرة غير مستغلة للتعاون في القطاع المالي.
يعد التعاون المالي بين الصين وروسيا جزءاً طبيعياً وحاسماً من التعاون المالي بين الدول النامية.
وفي خضم الوضع المالي الدولي الحالي، وخاصة على خلفية التراجع المتسارع عن الدولرة في الاستجابة لمخاطر ديون الولايات المتحدة، فإن التعاون المالي بين البلدان النامية يتقدم بسرعة.
وقد حذر صندوق النقد الدولي في نيسان من أن ارتفاع الدين الوطني للولايات المتحدة يشكل مخاطر مالية شديدة على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية الدولية على المدى القصير والطويل.
لقد تحمل عدد من البلدان النامية بالفعل وطأة التأثير الشديد الذي خلفته السياسة النقدية الراديكالية التي تنتهجها الولايات المتحدة، ومن الضروري بالنسبة لهذه البلدان أن تعمل على تعزيز التعاون المالي للتعامل مع مثل هذه الشكوك في المستقبل.
علاوة على ذلك، فإن استخدام الولايات المتحدة عملتها كسلاح في فرض عقوبات على دول أخرى يشكل أيضاً خطراً جسيماً على الدول المعنية.
والتعاون المالي بين الصين وروسيا لا يستهدف أي طرف ثالث، ولن يتأثر بطرف ثالث، أو يخضع لتدخل أي طرف ثالث. وتتمتع الصين بالثقة والظروف والقدرات اللازمة لضمان الأمن المالي والاقتصادي الوطني. وتعاونت الصين مع الدول النامية الأخرى لتعزيز ترابط البنية التحتية المالية، ولا يقتصر هذا على الجهود التي تبذلها البلدان النامية لتعزيز بناء أمنها الاقتصادي على المدى الطويل، بل إنه يشكل أهمية عملية في مواجهة الهيمنة المالية الأميركية.
يعد التعاون بين الصين وروسيا في المجال المالي، وكذلك التطور السريع للتعاون المالي بين الدول النامية، رصيداً إيجابياً للتقدم المستمر للنظام المالي العالمي وسط حالة من عدم اليقين، وسيستمر في جلب حيوية جديدة للاقتصاد العالمي .
المصدر- غلوبال تايمز