في ذكرى رحيله مكسيم غوركي.. هل مات مسموماً..؟

الثورة – ديب علي حسن:

تمر هذه الأيام ذكرى رحيل الكاتب الروسي العالمي الشهير مكسيم غوركي الذي أبدع رواية الأم التي لا تخلو مكتبة منزلية منها مترجمة إلى اللغات العالمية.
ومازال الجدل يثار حول موته.. هل كان فعلاً مريضاً أم تم اغتياله؟
الوثائق لم تجزم رأياً مع أنها تثير الشكوك.

محطات
في التعريف به تقول الموسوعة الحرة: وُلِدَ في نجني نوفجراد عام 1868م، وأصبح يتيم الأب والأم وهو في التاسعة من عمره، فتولّت جدته تربيته، وكان لهذه الجدة أسلوب قصصي ممتاز، مما صقلَ مواهبهُ القصصية، وبعد وفاة جدته تأثّر لذلك تأثّراً كبيراً مما جعله يحاول الانتحار، جاس بعد ذلك على قدميه في أنحاء الإمبراطورية الروسية، لمدة خمس سنوات غيّر خلالها عمله عدّة مرات، وجمع العديد من الانطباعات التي أثرت بعد ذلك في أدبه.
وقد اختار جوركي باللغة الروسية وهي تعني «المر» وقد اختارها الكاتب لقباً مستعاراً له من واقع المرارة التي كان يعاني منها الشعب الروسي تحت الحكم القيصري والتي شاهدها بعينه خلال المسيرة الطويلة التي قطعها بحثاً عن القوت، وقد انعكس هذا الواقع المرير بشكل واضح على كتاباتهِ وبشكل خاص في رائعته «الأم».
كان صديقاً لـ لينين الذي التقاه عام 1905م توفي ابنه مكسيم بشكوف عام 1935م، ثم توفّي هو في 1936م في موسكو، وسط شكوكٍ بأنهما ماتا مسمومين. سميت مدينة نجني نوفجراد التي ولد فيها باسمه «غوركي» منذ عام 1932م حتى عام 1990م.
من أهم أعماله
الأم (رواية).
رواية الطفولة.
مسرحية الحضيض.
قصيدة «انشودة نذير العاصفة».
الطفولة 1913-1914
الأعداء؛ دراما؛1906
جامعاتي
نهاية مأساوية..
تحت هذا العنوان يكتب الناقد العراقي جودت هوشيار في كتابه مأساة الأدباء الروس.. وقد نشر دراسة مطولة عن غوركي على مدونته نقتطف منها:
(كانت علاقة غوركي مع ستالين معقدة، ولم يثر الزعيم الجديد إعجابه الذي شعر به إزاء لينين، وفي الوقت نفسه، من الواضح أن غوركي بدوره لم يحقق آمال ستالين.
خصصت الحكومة السوفييتية قصراً لغوركي في موسكو كان يعود إلى أحد النبلاء الذين استولت البلاشفة على ممتلكاتهم، كما خصصت له منزلاً صيفياً للاستجمام على ساحل شبه جزيرة القرم، استغرب العديد من الناس من الفخامة والرفاهية التي أحيط به الكاتب البروليتاري ولكن المنازل الفاخرة كانت في الحقيقة “قفصاً ذهبياً”.
كان غوركي في العهد القيصري تحت مراقبة الشرطة، ولكن كان بإمكانه التواصل مع الجميع، والاحتجاج عبر الصحافة ونشر كتبه ومجلاته، أما في العهد السوفييتي، فإن أقرب أصدقائه لم يكن بوسعهم زيارته من دون الحصول على موافقة أمنية مسبقة، وقد أحيط قصره بحراسة مشددة ومنع الناس من الاقتراب منه كمنطقة محرمة.
في عام 1934، توفي ابنه الحبيب مكسيم، بشكل غير متوقع- كان السبب الرسمي المعلن للوفاة هو الالتهاب الرئوي المزمن، ولكن العديد من أفراد عائلته، بمن فيهم غوركي نفسه، لم يصدقوا ذلك، وأيقنوا أن موته كان مدبراً، وأن هذا تحذير للكاتب الذي رفض كتابة رواية عن ستالين أو سيرته الذاتية.
ومنذ بداية عام 1935، كان غوركي قيد الإقامة الجبرية عملياً بذريعة “ضمان سلامة الكاتب البروليتاري العظيم”.
وكان هذا العزل تمهيداً لقتله. وفي عام 1935 طلب غوركي السماح له بالسفر إلى ألمانيا أو إيطاليا للعلاج ولكن ستالين رفض ذلك بشدة.
من قتل غوركي؟
في 6 حزيران 1936 أعلنت الحكومة السوفييتية تردي صحة غوركي منذ بداية الشهر، ولكن التقارير اليومية الصادرة عن الحالة الصحية للكاتب كانت سخيفة ومشوشة ومتناقضة وحافلة بالثغرات والكذب الصريح من أجل تهيئة الرأي العام لقبول فرضية الوفاة الطبيعية للكاتب الشهير، التي أعلنت في 18 حزيران 1936.
تم تشريح جثة غوركي على عجل فور مفارقته الحياة، وعلى طاولة الطعام في بيته الريفي. تم استخراج الأحشاء وخياطة الجثة بخشونة، وتمّ رمي دماغ المتوفى في دلو ونقله إلى معهد الدماغ في موسكو.
تقرير التشريح يشير إلى أن الوفاة نجمت عن التهاب حاد في الفص السفلي من الرئة اليسرى، تم حرق ما تبقى من الجثة وحفظ رمادها. كان ستالين في مقدمة من شارك في مراسم جنازة الكاتب وحمل نعشه، وقد تم دفن الرماد في جدار الكرملين على خلاف وصية غوركي بدفنه بجوار ضريح ابنه في مقبرة ” نوفي ديفيتشه” في موسكو.
في آذار عام 1938 اتهمت الحكومة السوفييتية رسمياً أعداء الشعب – الجناح التروتسكي داخل الحزب – بقتل غوركي. وجرت محاكمتهم والحكم عليهم بالإعدام، مرافعة المدعي العام السوفييتي خلال المحاكمة تضمنت تفاصيل (اعترافات) المتهمين وتحليلاً للأسباب التي دفعت المتهمين إلى قتل غوركي ووصفاً لطريقة القتل.

المدعي العام كان متناقضاً في مرافعته حول كيفية قتل الكاتب، فقد قال مرة إنه قد تم تسميمه، ومرة أخرى قال إن الطريقة الخاطئة المتعمدة، التي عولج بها هي التي سببت المضاعفات وأدت إلى وفاة الكاتب. وأشار إلى خلاصة تقرير خبراء دون أن يسميهم بان غوركي مات نتيجة حقنه بجرعة كبيرة من المورفين، وفي النهاية تم إعدام عدد من الذين كانت لهم علاقة بمعالجة الكاتب – ثلاثة قياديين في جهاز المخابرات بضمنهم رئيس الجهاز يهوذا واثنين من الأطباء المعالجين.
بعد وفاة الكاتب بدأ البحث عن أرشيفه الإيطالي. وكان يتضمن مراسلاته السرية المتبادلة مع عدد من قادة الحزب والأدباء البارزين المعارضين لستالين، الذين تمت تصفيتهم. كان الأرشيف يقلق ستالين فقد كان هناك رسائل من بوخارين، وريكوف، وكامينيف وآخرين من قادة الجناح التروتسكي في الحزب.
ماريا بودبيرغ سكرتيرة الكاتب في سورينتو بإيطاليا، التي كانت امرأة قريبة من غوركي بكل المعاني، جلبت هذا الأرشيف إلى موسكو بتكليف من جهاز المخابرات. وخلال تشييع جنازة غوركي كانت تسير وراء ستالين مباشرة.
وظل لغز موت غوركي غامضاً إلى نهاية القرن العشرين عندما تم نشر الوثائق السرية ذات العلاقة بغوركي المحفوظة في أرشيف الرئاسة السوفييتية.
وقد توصلت “لجنة إعادة الاعتبار إلى أولئك الذين تعرضوا للقمع بطريقة غير مشروعة في عهد ستالين إلى براءة بعض الأطباء المعالجين لغوركي من التهم الموجهة إليهم، ولكن اللجنة لم تبرئ يهوذا والمختبر البيولوجي السري التابع لجهاز المخابرات. تم حقن الكاتب المريض بمصل دم ملوث بالبكتريا، تم جلبه من المختبر المذكور، وهو مصل لم يكن خطيراً بالنسبة إلى الأصحاء، ولكنها كانت قاتلة بالنسبة إلى رجل مسن مصاب بمرض السل المزمن منذ سنوات عديدة.
كتب رجل الأمن المسؤول عن حماية قصر غوركي في مذكراته يقول: “إن العديد من الأطباء أبدوا استعدادهم لمعالجة الكاتب المريض، ولكن طلباتهم رفضت كلها. وأن الأمبولة التي أرسلها القنصل الروسي في باريس وزعم أنه اكتشاف جديد وباهر بشفاء المريض. ولكن هذا المصل هو الذي أدى إلى تفاقم حالة غوركي الصحية وموته”.
كانت أعمال غوركي قوة دافعة لحركات التحرر في العالم بأسره، وخاصة في البلدان التي كانت شعوبها ترزخ تحت أنظمة حكم رجعية ومنها العراق. وحتى اليوم نجد أن ثمة مئات العراقيين الذين يحملون أسماء بعض أبطال روايات غوركي مثل بافل وإيفان وغيرهما.
رشح غوركي خمس مرات لنيل جائزة نوبل في الآداب، وكان من ضمن المرشحين لنيلها عام 1933 ولكن الجائزة ذهبت ذلك العام إلى الكاتب الروسي ايفان بونين – والأخير كاتب كبير بلا شك ويستحق الجائزة عن جدارة – ولكن العديد من الكتاب والشعراء الروس كانوا يرون أن غوركي أحق من بونين لنيل الجائزة. وكتبت الشاعرة العظيمة مارينا تسفيتايفا تقول “أنا لا أحتج، ولكني فقط غير موافقة، لأن غوركي كاتب أهم من بونين، وأكثر إنسانية، وأكثر فرادة، وأكثر ضرورة. غوركي هو عصر بكامله، وبونين هو نهاية عصر. ولكن هذه هي السياسة، لأن ملك السويد لا يمكن أن يمنح الجائزة إلى كاتب بروليتاري”).
بغض النظر عن أسباب الموت لكنه يظل المبدع العالمي ويتجدد إبداعه لأنه ابن الحياة.
أما البحث في أسباب موته فهذا أمر آخر لا يخلو من محاولات النيل من عهد ستالين الذي بنى الاتحاد السوفييتي وهزم النازية وقد حان وقت الانتقام منه بشيطنة كل ما قام به.

آخر الأخبار
حوار جامع ومتعدد أرباحه 400%.. الفطر المحاري زراعة بسيطة تؤسس لمشروع بتكاليف منخفضة المحاصيل المروية في القنيطرة تأثرت بسبب نقص المياه الجوفية الخبير محمد لـ"الثورة": قياس أثر القانون على المواطن أولاً قوات الآندوف تقدم خمس محولات كهربائية لآبار القنيطرة إحصاء أضرار المزروعات بطرطوس.. وبرنامج وصل الكهرباء للزراعات المحمية تنسيق بين "الزراعة والكهرباء" بطرطوس لوقاية الزراعة المحمية من الصقيع ٥٥ ألف مريض في مستشفى اللاذقية الدوريات الأوروبية الإنتر وبرشلونة في الصدارة.. وويستهام يقدم هدية لليفر روبليف يُحلّق في الدوحة .. وأندرييفا بطلة دبي مركز متأخر لمضربنا في التصفيات الآسيوية هند ظاظا بطلة مهرجان النصر لكرة الطاولة القطيفة بطل ودية النصر للكرة الطائرة مقترحات لأهالي درعا لمؤتمر الحوار الوطني السوري "أنتم معنا".. جدارية بدرعا للمغيبين قسراً في معتقلات النظام البائد جيني اسبر بين "السبع" و"ليالي روكسي" هل نشهد ثنائية جديدة بين سلوت (ليفربول) وغوارديولا (مان سيتي)؟ مواجهة مرتقبة اليوم بين صلاح ومرموش تعادل إيجابي بين الأهلي والزمالك دراما البطولات (التجميلية)