الثورة _ غصون سليمان – ميساء العجي:
تأخذ المعالجة النفسية أطواراً مختلفة إذا ما تعرض أي شخص أو فرد وعائلة لصدمة أو حادث، وبالتالي كيف يمكن للصدمة أن يكون لها دورفي التنظيم المناعي.؟
في هذا الجانب كلنا يعلم- على سبيل المثال لا الحصر- حال الطالب أثناء الامتحان وما يعتريه من قلق وخوف ما يؤدي إلى زيادة إفراز الكورتزون، والأدريانين وهرمونات ونواقل عصبية جديدة، وكذلك حال كثير من الأطفال عندما يصابون بالتهاب اللوز» رشح-كريب» ما يسبب خللاً في التنظيم المناعي للجسم ونقص مناعته نتيجة سوء بوظيفة الكريات البيضاء المناعية ما يؤدي لحدوث التهاب ما أو إنتان.
فدور التنظيم المناعي أمر مهم جداً حسب رأي الاختصاصي في الطب النفسي جامعة دمشق الدكتور يوسف لطيفة، فقد أشار وفقاً لدراسات البالغين بعلم النفس من أن الحالة النفسية هي المسؤولة عن السرطان أو الطفرات السرطانية.. فكل يوم في جسم الإنسان فيه ما لا يقل عن٦٠٠ ألف إلى مليون خلية سرطانية والجهاز المناعي يقتلها، وبالتالي لا يبقى أي خلية شاذة أو سرطانية.
ويؤكد لطيفة أنه حين يكون لدينا خلل بالناحية النفسية فإن ذلك ينعكس سلباً على وظيفة الكريات البيضاء التي تراقب الخلايا السرطانية أو الشاذة، فإذا كانت الكريات البيضاء مضطربة بسبب الحالة النفسية فإنها لم تعرفها وتعتبرها خلية طبيعية توالدت هذه الخلية وأدّت لحدوث سرطان.
وفي هذا السياق تقول بعض الفرضيات أنه حتى من النواحي النفسية» السترس- الصدمات» تؤثرعلى وظيفة الكريات البيضاء المسؤولة عن حفظ الإنسان من الطفرات السرطانية وبالتالي تكون عاملاً مؤهلاً لحدوث السرطان.
النظرية الباكرة
وعن الآلية الإمراضية للصدمة «النظرية الباكرة وصفه الدكتور لطيفة حين كان يشرح هذا الأمرعلى مدرج جامعة دمشق بقوله :»الكل يسمعني، يراني، تشعرون بحرارة المكان، رائحة العطر، فمن المؤكد أن الحواس الخمسة للإنسان هي عبارة عن كاميرا فيديو بخمسة أبعاد، فيما كاميرات الفيديو حتى الآن لها بعدين صوت وصورة على عكس كاميرا فيديو الإنسان تصور خمسة أبعاد لآلية الصدمة أي كاميرا الحواس لدى الحضور وهم يسمعون أي «شغالة ٢٤ ساعة»، وتذهب المنبهات الحسية إلى الأذن ومن ثم العيون وإلى الحواس الخمس ومنها للدماغ، الدماغ هنا يسجلها عن طريق ذاكرة في معالجات كثيرة للمنبهات الحسية من أجل تسجيل المعلومات «المنبهات الحسية»، وهي على شكل صور تتم أرشفتها، تشفيرها، وحفظها في الذاكرة بمنطقة اسمها الحصين «الجهاز اللمبي» وهو عبارة عن مكتبة كبيرة جدا يتم حفظ المعلومات بطريقة الخزائن، كل خزانة فيها رف، وكلّ رف فيه كتاب مرقم، فإذا ما أراد الشخص معلومة ما، يذهب إلى الخزانة رقم عشرة -على سبيل المثال لا الحصر- ويرى المعلومة، هذا سلوك الإنسان الطبيعي حين تكون النواقل العصبية طبيعية.
تشفير المعلومات
وإذا كان السؤال ماذا يحدث بالصد النفسي، يوضح الدكتور لطيفة أن إفراز النواقل العصبية يؤدي إلى عدم تشفير، أي عدم حفظ المعلومات بالمكان المناسب، ولكي تحفظ المعلومة بشكل مناسب يجب أن يكون كل شيء بالدماغ يعمل بشكل صحيح، لأن حدوث أي خلل بحفظ المعلومة بالغرفة في الرف المناسب تبقى هذه المعلومة على الطاولة، بمعنى أن الشخص طوال الـ٢٤ ساعة هو يراها بالنهار وحتى في منامه أيضاً، وهذا ما يفسر أعراض الأحلام المرتبطة بالحدث الصادم والأفكارالإقحامية بالحدث الصادم، مؤكداً أن الأحداث الصادمة لا تؤرشف وتوضع في مكان آخر لذلك لا ننسى الحدث الصادم.. وبالتالي الآلية الفيزيولوجية للصدمات هي عبارة عن خلل على مستوى النواقل العصبية.
وذكر الدكتور يوسف لطيفة أن معظم الذين أصيبوا بالكورونا عانوا من عاصفة السيتوكين، والسيتوكينات هي جزء من استجابة الجسم المناعية للعدوى، لكن إفرازها المفاجئ بكميات كبيرة يمكن أن يتسبب في متلازمة الاختلال العضوي المتعدد وبالتالي الوفاة.