ثورة اون لاين: السؤال الذي آثرنا أن نطرحه على المثقفين والمبدعين والكتاب والشعراء، والقراء وو.. كثيرين ممن يهتمون بالشأن الثقافي والفكري، هو: ماالأسئلة التي ترى أن من واجب الثقافة العربية أن تطرحها وتعمل على تقديم إجابات عليها..؟!
ربما كان السؤال متأخراً وليس عادياً، وأذهب إلى القول :إنه في المحصلة غير ذي معنى للأسباب التالية: من هو المثقف العربي..؟! مابصمته في مجتمعه…! من هو المعني بالشأن الفكري..؟!
بالتأكيد التعميم لغة الحمقى، ثمة مفكرون، مثقفون، مبدعون حقيقيون لكنهم مهمشون لصالح العابر والزائف.. وهؤلاء المزيفون هم أول قناص الفرص، طالبو مال وغنائم حيث يكون الدفع أكثر يتوجهون، ويسيل حبرهم غزيراً لايتورعون عن شطب كل كلمة كتبوها لاتناسب الدافع الجديد..أهؤلاء يطرحون أسئلة، أم يمثلون ثقافتنا وحراكنا..؟!
الأزمات تكشف، هي المحك.. إغراء المال ورنين الدولار يبدو أنه أكثر جاذبية من كل حقيقة من كل تراث…منذ سنوات التقيته..في ممر جريدتنا للمرة الثانية كان يقف مع أحد الزملاء.. وفي المشهد أنه كان مسرعاً لقبض مستحقاته قال: إنه مريض، ولكن المال يشفيه وأردف ضاحكاً إن أمه كانت تداويه حين يمرض بإعطائه مبلغاً من المال لأنه داؤه ودواؤه… هو واحد من مئات (المثقفين، المبدعين، المفكرين) الذين أغراهم رنين الأصفر.. في القائمة الكثير مما يذكر وقد يأتي وقت ماتفتح فيه الأوراق…
هذا الواقع الشائن والمعيب للكثيرين يدعونا لأن نطرح الأسئلة نحن، لا أن يطرحها من يسمون مثقفين..سؤالنا الملحّ: لماذا باعوا أقلامهم..؟ لماذا صارت الثقافة تابعة للمال الأسود..كيف تلوثت السمعة، وصارت كلمة مثقف عند الكثيرين مرادفة لصفات أقلها التقلب والتلون…
مثقفونا، مبدعونا نشعر بالخجل من تصرفات بعضكم، ونعتز بالكثيرين، نعتز بمن لم يبيعوا أقلامهم، لم ينحنوا للدولار بقي الوطن همهم وعنوانهم….
أسئلة ملحّة نطرحها عليكم أيها المثقفون: ماذا تفعلون في مواجهة فساد الثقافة.. لماذا نصاب بخيبات الأمل نصنع أبطالاً من ورق، وفجأة تتكسر الأمال وتكبر الغصة، يكبر السؤال، يكبر ليصبح دائماً وملحّاً ويتلخص بالأتي: متى نستعيد كرامة الثقافة والمثقفين.. لماذا تؤجر الأقلام.. لماذا يصبح الدولار مهمازهم…؟!