يعيش الاحتلال الإسرائيلي حالة غير مسبوقة من التخبط والهزيمة في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، انكسار نفسي ومعنوي ونقص في الذخائر، وفرار من الجيش والسفر نحو الخارج من قبل جنود وضباط للخروج من جحيم غزة.
الاحتلال مهما حاول الهروب في غطرسته وقتله واستعراض قوته فإنه يمني النفس بالخلاص من الورطة التي أوقع نفسه بها في حربه الذميمة على قطاع غزة، حتى لو صدر عن قادة الكيان تصاريح بأنهم لا يريدون التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع، فإن هذا محض هراء.
جيش الاحتلال يغوص مع كل يوم جديد في رمال القطاع، تحدوه الرغبة في تحقيق أي نصر مزعوم، لكن في الواقع لا نسمع غير أخبار الكمائن وتفجير الآليات العسكرية والقضاء على جنود الاحتلال من مسافة صفر المذلة.
حرب الاحتلال العدوانية ضد غزة وسكانها خاسرة، ومع ذلك يمضي رئيس وزراء الاحتلال في الحرب على الأطفال فيها دون رادع، يدمر البنيان ويقتل الأبرياء، مكسوراً أمام عسكر المقاومة، وهو بشكل فعلي يضحي بجيش احتلاله من أجل مآربه السياسية وهذا ما يجب أن يعيه الجميع في الكيان المهزوم.
وفي ضوء الإنجازات صفر في الميدان، بالنسبة للكيان يضغط رئيس أركان الاحتلال والقادة على رئيس وزراء كيانهم للموافقة على وقف إطلاق النار إذا كان ذلك سيؤدي إلى صفقة لإطلاق سراح جميع الأسرى، الأحياء والأموات.
ويبدو أن موضوع الأسرى الصهاينة لدى المقاومة هو خشبة الخلاص وستكون حجة نتنياهو وأركان حربه لإنهاء العدوان على غزة بحجة الرغبة في استعادة أسراهم، والمقاومة تقرأ جميع التطورات في داخل الكيان، وهي ليست ساذجة، ولن تسلم بكل أوراقها، وتسمح لجيش الاحتلال بحشرها في الزاوية وإلغاء انتصاراتها الميدانية، ولن تسلم بالأسرى دون بلوغ اتفاق يضمن لها عناصر قوتها ورفع العدوان عن كامل القطاع.
منهل إبراهيم