بداية نقول وبكل صراحة إن نتائج امتحانات هذا العام تختلف اختلافاً كلياً عن امتحانات الأعوام السابقة، مع علمنا بعدم القضاء نهائياً على الفساد الذي كان يحصل في أثناء الامتحانات ونتائجها. وعندما نقول ذلك لقناعتنا بأن القضاء على أي حالة خلل أو فساد ليس بالسهولة لأن من يدعم مثل هكذا حالات تكون موجودة دائماً حتى في مفاصل الإدارات، لذلك من الصعوبة بمكان أن يستطيع أي شخص مهما أعطي من صلاحيات إنهاء تلك الحالات.
نعود لنقول إن نتائج امتحانات الثانوية هذا العام حملت في طياتها رسائل عديدة أهمها أنها حققت العدالة بين الطلاب انطلاقاً من مبدأ تكافؤ الفرص، بمعنى أن حصول طالب على العلامة التامة وهو لا يستحقها وبطرق ملتوية قد انتهى، هذا أولاً، وثانياً أعيد للشهادة الثانوية بريقها ومكانتها.
ففي قراءة متأنية لما تحمله النتائج من أرقام، نلحظ أن عدد الناجحين في الفرع العلمي ٨٣٩٥٠ طالباً وطالبة من أصل عدد التقدمين ١٤٤٩٨٣ طالباً وطالبة وبنسبة نجاح قد بلغت 57.09 بالمئة في حين كانت نسبة النجاح 66.33 بالمئة في دورة ٢٠٢٣، وبلغ عدد الطلاب الحاصلين على العلامة التامة في الفرع العلمي ١٢ طالباً وطالبة وغالبيتهم من المدارس الرسمية، في حين كان عدد الحاصلين على العلامة التامة في الدورة الأولى ٣٨ طالباً وطالبة دورة ٢٠٢٣ ط، وبلغ عدد الناجحين في الفرع الأدبي ٢٥٢٩٢ طالباً وطالبة بنسبة نجاح 44.93 بالمئة، في حين كانت نسبة النجاح 68 بالمئة في دورة ٢٠٢٣.
وهي باعتقادنا هي نسبة جيدة جداً، على خلاف ما كنا نسمعه حول صعوبة بعض أسئلة المواد الامتحانية، وخاصة أسئلة الرياضيات هذا من جهة، ومن جهة أخرى إذا ما قيست بامتحانات السنوات السابقة وما كان يحدث فيها من تجاوزات فهي كما قلنا نسبة جيدة.
إن تلك القراءة التي قدمناها تشير إلى أسلوب نجاح النظام التربوي، وفي بناء معارف المتعلّم، وتكوين قيمه وسلوكياته، إنما تؤكد صحة ما توجهت التربية لتطبيقه خلال العملية الامتحانية، تلك السلوكيات التي كانت سائدة سابقاً لدى البعض، ناهيك عن أن صدور النتائج بهذه الصورة التي صدرت بها إنما يعني وبشكل لا لبس هو حرص التربية على حقوق الطلاب ورعاية مصالحهم، حيث استمرت عمليات التصحيح في أثناء عطلة العيد ودونما توقف.
بكل الأحوال وزارة التربية ضبطت العملية الامتحانية من خلال التعامل بحزم وشدة في تحقيق ما وصلت إليه من نتائج إيجابية في الدورة الأولى، مؤكدة في الوقت ذاته أن تحسين العملية التربوية ومعها العملية الامتحانية مؤشر كبير إلى عمل المرحلة اللاحقة.
التالي