حملة مشعل الإبداع

الملحق الثقافي- عبد الكريم العفيدلي:
أيمكن إنكار دور المرأة في المشهد الإبداعي السوري ودورها المؤثر ، فالمرأة السورية كانت من السبّاقات لحمل مشعل التنوير في حركة النهضة العربية وهنا نذكر-على سبيل المثال لا الحصر- الشاعرة الحلبية/ مريانا ريّاش 1848-1919/صاحبة أول صالون أدبي كان ملتقى للأدباء والمفكرين والنخب ، ويسجل لها أنها كانت أول كاتبة سورية تنشرمجموعتها الشعرية/ بنت فكر/ وتكتب بالصحف والمجلات ، لقد ظهرت مريانا رياش في مرحلة صعبة من تاريخ الأمة ، مرحلة يسيطرعليها الجهل والتخلف والغياب التام للمؤسسات الثقافية فكان صالونها الأدبي من خلال زواره والنقاشات التي كانت تدوربه مركز إشعاع فكري رغم النظرة الجاهلة التي كانت تتلقاها من المجتمع ، حيث كانت تدور به نقاشات بالأدب الجاهلي والغربي والموسيقا والفن ولعبة الشطرنج وتقام المسابقات الأدبية والفنية .
مريانا رياش أسست لنواة بالمشهد الإبداعي السوري من خلال أدب الصالونات وقد أكد الكثير من الباحثين أن هذه الفكرة لمريانا بعيدة كلّ البعد عن التأثر بالصالونات الغربية وما استورده كثير من الأدباء والنقاد العرب وسعوا إلى تعريبه ، كانت متفردة بهذه الفكرة التي أيقظت من خلالها الثقافة العربية التي غطّت بسبات عميق بآواخر العهد العثماني ، وجاء بعد مريانا الرياش سوريات كثيرات كانت لهن الملهمة والمثال الذي يحتذى في حمل مشعل الثقافة والإبداع ، وأذكر قبيل الحرب المفروضة على بلادنا الحبيبة كانت إحدى الأديبات الرقيّات تقيم صالونا أدبياً جمعت به العديد من النخب الفكرية والأدبية من سورية والوطن العربي ، وكان كلّ من يمر بالرقة منهم عليه أن يزورهذا الصالون ، وكانت تدور به نقاشات عميقة تسمو بالثقافة ، وعندما سألتها -رحمها الله -: هل تقلدين مريانا الرياش؟ ،قالت لي إن مريانا الرياش كانت الرائدة في هذه الفكرة ، إنما وأنا بوسط بيئة بدوية محافظة أعتبر أن فكرة الصالون إنجاز يسهم في رفع مستوى الوعي الثقافي بالمجتمع .
أديبات سورية جميعهن ظهرن بأسمائهن الحقيقة وحملن مشعل الثقافة بل وتقدمن الرجل بخطوات عديدة ، وتحملن نظرة المجتمع القاسية بحقهن ، وانطلقن من إيمانهن بأن المشاركة بالنهضة مسؤولية يجب أن يتحملن توابعها ، على خلاف المشهد المتأخر في بعض الدول العربية التي تسعى الآن لاستدراك مافاتها من إعطاء المرأة حقها في المشاركة بالمشهد الإبداعي والثقافي والاجتماعي ولاتزال رغم هذا الانفتاح المنظوركثير من الشاعرات والمثقفات يكتبن بأسماء مستعارة ويرزحن تحت كذبة العادات والتقاليد التي يرفضها الواقع والتطور الحضاري .
ولو رجعنا إلى التاريخ العربي لنجد أن المشهد الإبداعي تم تأنيثه منذ آلاف السنين من عشتار الآلهة وفينوس وبلقيس وكليوبترا وزنوبيا والخنساء وليلى العامرية وولادة وغيرهن ، وماهؤلاء الآن إلا امتداد للواتي سبقن في الإبداع ، فنجد المرأة اليوم تتصدر المشهد الإبداعي إعلامية وأديبة وفنانة رغم التشكيك وممارسة دور الوصاية ، و رغم الشللية المقيتة التي فرضت الكثيرمن المدعيات إلا أن المشهد يزخر بالمبدعات ولايمكننا أن ننكرعليهن مشاركتهن الفاعلة.
                          

العدد 1196 –9 -7-2024        

آخر الأخبار
اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية  انطلاقة جديدة لاتحاد المبارزة  نتائج جيدة لطاولتنا عربياً  اتحاد الطائرة يستكمل منافسات الدوري التصنيفي الذكاء الاصطناعي يصدم ريال مدريد وبرشلونة مفاجأة ألكاراز.. تسريحة شعر خارجة عن المألوف الريال يواصل الغياب عن حفل (الكرة الذهبية) "عبد المولى" ينهي مهمته كمنسق أممي في سوريا حاملاً الأمل والتقدير للسوريين