كثرت في الآونة الأخيرة تحليلات لكثير من المتابعين سواء كانوا متخصصين أو فيسبوكيين يمتهنون سياسة القص واللصق وخاصة بعد تصريحات أردوغان ودعوته المكررة لإعادة العلاقات السورية التركية إلى سابق عهدها “أي قبل الحرب الإرهابية التي فرضت على سورية والذي كان للنظام التركي دور أساسي فيها”.
لن ندخل في تفاصيل السنوات الماضية التي كان لإجراءات تركيا قصب السبق بتسهيل المهمة المخطط لها في سورية من خلال تسهيل دخول آلاف الإرهابيين والأسلحة إلى سورية من البوابة التركية “الرخوة” ولكن من الواضح أن أنقرة أو غيرها من العواصم التي شكلت رأس حربة للحرب الإرهابية على سورية ما كانت لتتراجع عن مواقفها لولا النصر السوري المؤزر الذي تحقق على كافة الجبهات سواء العسكرية الإرهابية والسياسية عبر المنابر الدولية أو الإعلامية وكذلك الاقتصادية والذي شكل آخر حلقات الضغط عبر حصار اقتصادي خانق لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
سورية المنتصرة هي من يحق لها فرض شروطها على طاولة المفاوضات من خلال أوراق القوة التي تملكها وتؤهلها لتكون لاعبا أساسياً في المنطقة.
ورغم ذلك سورية تؤمن بالسلام ومنفتحة على كافة المبادرات لعودة العلاقات على أسس مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يكفل سيادة الدول على كافة أراضيها.
والشروط السورية ليست تعجيزية ولا تنطلق من منصات التدخل في السياسات الداخلية للدول المجاورة، الشروط السورية لإعادة العلاقات مع تركيا واضحة وتتمثل بالانسحاب من كافة المناطق التي احتلتها منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية والقضاء على كافة الفصائل الإرهابية.
هذان الشرطان السوريان المنطلقان من مبادئ السيادة السورية ومبادئ القانون الدولي بوابة لأي حوار أو لقاء،
فكل من يحتل شبراً من الأراضي السورية يجب أن ينسحب منها إلا أن أولويات السياسة تفرض نفسها لتؤسس لمرحلة لاحقة من منطلق “لا يموت حق وراءه مطالب”.
التالي