يردد الناس فيما بينهم إن فلاناً متصالح مع نفسه ويشيرون إليه بالأصابع معجبين به وكلهم رغبة في الاقتراب منه ومعاملته في كثير من الأمور.
وإذا دققنا في مسيرة حياة هذا الشخص وجدناه يتمتع بصفات جمة ومتعددة أغلبها إيجابي ونافع وأبرزها القناعة التي في قلبه وفكره فنراه راض كل الرضا عن عمله ومقتنع بما حققه من إنجازات كثيرة تضفي عليه السرور ولا يتطلع أبداً إلى ما يملكه الآخرون، بل نراه مباركاً لهم بما حققوه في حياتهم.
ومثل هذا الشخص نراه دائماً مستبشراً مبتسماً بشوشاً يعطيك طاقة إيجابية محفزة ويواسيك إن وجدك منزعجاً، ومن الأمور التي تجعل هذا الإنسان متصالحاً مع نفسه هو أنه لا يتكلم إلا الكلام الموزون والمفيد ويبتعد عن القيل والقال وكثرة السؤال، ونجد الهدوء يسود شخصيته خاصة إذا تعرض لموقف مزعج حيث نراه يأخذ الأمور بروية كبيرة ويعالج بحكمة لكل ما يتعرض له.
هو كالماء الرقراق في جدول ماء يسر الناظرين، هذا هو الذي نقصده بالإنسان المتصالح مع نفسه حتى إن نتائج تربيته لأولاده هي جد ناجحة لا تشوبها شائبة وتنعكس شخصيته على أسرته بكل إيجابية، والمهم أن هذا الإنسان نراه يبتعد عن صغائر الأمور.
ومن المزايا العامة في تركيبته الشخصية أنه يؤدي الحقوق إلى أصحابها دون زيادة أو نقصان لذلك نرى الناس يتقاطرون للتعامل معه دوماً لتوازنه ورجاحة عقله وصدق تعامله فكم من أمثال هذا الإنسان في مجتمعنا ونعتز بهم ونفتخر لأنهم يجملون لوحة الحياة السعيدة ويجعلونها أكثر جمالاً وروعة، فالمتصالح مع نفسه هو كبائع المسك فإما أن تشتري منه أو تشتم رائحة زكية من وجوده فهو الصديق الجميل بكل المقاييس وهو الإنسان بكل معنى الكلمة والجمال يتجلى كأنه النسمة الجميلة التي تلفح الوجوه وتنعش النفوس.
جمال الشيخ بكري