الملحق الثقافي:
وما زلنا يتراءى لنا
ونتساءل إذا ما كنا على
قيد الحياة..
يدان طليقتان..
أكتب بهما الحب..
وأخبر العالم أني طلقته
وأنني بخير أناطح الغيوم
«هذيان»
على صفحات شجن يغور بعيداً في أعماق التجربة بأبعادها المختلفة، وغناها الروحي والنفسي، تلج الشاعرة رجاء نور الدين بوابة الشعر عبر ديوانها الأول «لا نبي يهدي» دافعة ثمار هذه التجربة من مساحة الفردي إلى أفق التجربة ببعدها المجتمعي والإنساني، بلغة بسيطة، هادئة حيناً وصاخبة حيناً آخر في اغترافها من نهر الحياة الذي ينقلها من «يقين إلى آخر» بإدراك ووعي محمول على وجع السنين العابرة لكن المشحون بطاقة كبيرة على الحياة والحب وبروح متوثبة للمستقبل، والقدرة على الخروج برؤية أكثر رحابة في واحة من رغبة بالانطلاق إلى فضاء يتسع باتساع الروح، وفيض الحب الذي يقف جسر عبور لعالم جديد مشتهى..
ومن قصيدة بعنوان «وعد» نقتطف:
عندما ينتهي الحزن..
سأنتزع كل ترسانتك
وأضع فيها عطوري
عندما ينتهي الحزن
سأقلب دفاتري
وأبثك كل ما أحلم به
وأكون امرأة عارية
من كل قيد
ومما قاله الشاعر هاني نديم في تقديمه للديوان: «في هذا الوقت المضطرب برياح العوز وحرائق الحروب، يصبح الحب ملاذاً آمناً للخوف والخائفين. هذا ما تقوله مجموعة الشاعرة رجاء العلي، الشاعرة التي واكبت نصوصها ولاذت بها في كثير من الأحيان، على أن تنذر قراءها بأنه -زمن موحش- وأن قلبها بلا مأوى»..
وقعت الشاعرة ديوانها في حفل أقيم بالمركز الثقافي العربي في أبو رمانة يوم الخميس الماضي… والديوان من إصدار دار دلمون الجديدة.
العدد 1197 – 16 -7-2024