الثورة- عبد الحميد غانم ورزان أحمد:
تحت عنوان “سوف نقاوم حتى تحرير الأرض والإنسان والعودة”، أقامت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وبالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق مساء اليوم (المهرجان الثقافي الفني التراثي)، وذلك في المركز الثقافي العربي في الميدان.
تخلل المهرجان أغان وطنية فلسطينية قدمتها فرقة صدى القدس بإشراف الفنان زكريا حميد. وجرى توقيع كتاب( أرباب الفكر المقاوم في ثورة الإبداع – دراسات ثقافية ) للكاتب والباحث فضيل حلمي عبد الله.
وقد قدمت الباحثة التراثية الدكتورة نجلاء الخضراء قراءة ثقافية وتراثية للكتاب.
تكامل أشكال النضال
في تصريح للثورة أشار الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد إلى أن هذه الفعالية الفنية الثقافية السياسية في دمشق لها دلالات ومعان خاصة لتكامل وترابط كل أشكال النضال في الكلمة والشعر والأدب والبندقية والصاروخ والإعلام والريشة والمسيرة والمظاهرة. كل هذه الأشكال من النضال تكاملت في معركة طوفان الأقصى التي شكلت خرقاً استراتيجياً للكيان الصهيوني.
معادلة دولية
ونوه عبد المجيد إلى أن الكيان يعيش مأزقاً وجودياً وتاريخياً في ظل تطورات وتحولات إقليمية ودولية كبيرة، كما يحصل الآن في حملات الإسناد في محور المقاومة من قبل المقاومة في لبنان والقوات اليمنية التي خلقت معادلة دولية وإقليمية كبيرة والتي واجهت الأساطير والقطع البحرية الأميركية والبريطانية والفرنسية إضافة إلى مشاركة الإخوة في الحشد الشعبي الذين يقصفون العدو الصهيوني في أم الرشراش وحيفا ويافا، وهذه المعادلة التي تحتضنها دولتان أقليتان سورية رغم جراحها والتي تشكل مركز محور المقاومة، وكذلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تشكل الدعم والسند الرئيسي للمقاومة في فلسطين والمنطقة.
وبين عبد المجيد أن هذه الفعالية التي تتكامل فيها كل أشكال النضال الوطني والقومي والتحرري أحدثت ثورة عالمية تشكل اليوم مأزقاً كبيراً للاستراتيجية الأميركية والصهيونية في المنطقة والعالم.
أقلام تنهض
مدير إدارة المهرجان ومؤلف كتاب (أرباب الأدب المقاوم في ثوره الإبداع) الباحث الدكتور فضيل حلمي عبد الله، أكد أن ثقافة المقاومة وأدبها يحتاج إلى أقلام تنهض بقضايا الأمة وتنبض بروح وثابة، مشيراً إلى أن كتابه حاول ان يجمع بين أرباب الأدب والثقافة للأدب المقاوم التي تربط بينهم علاقة العمل الإبداعي، داعياً إلى المحافظة على الإرث الثقافي والتراثي للإبداع الأدبي والثقافي المقاوم في مواجهة معاول الهدم الغربية الحاقدة للنخر في جسد الأمة الثقافي.
وأكد الباحث عبد الله ضرورة وجود مساهم فعالة لتنمية الثقافة الوطنية التقدمية المنفتحة ونشرها وترسيخها بين الأجيال الشابة التي ستحمي شرف الأمة وكرامتها وتدافع عن حقوقها.
ثقافة الوعي
الدكتورة نجلاء الخضراء الباحثة التراثية التي قدمت قراءة حول الكتاب، نوهت بأهمية الكتاب وبدوره الهام في نشر ثقافه الوعي المقاوم والحفاظ على التراث، وأكدت الباحثة على أن الكتاب جمع بين اسماء المثقفين الذين حملوا راية النضال وأخذوا مسؤولية التعبير عن مآسي شعبهم وطرحها أمام الأجيال للأخذ بها والانطلاق في إبداعات جديدة وزرعها في وعيهم وثقافتهم، وكي تكون قاعدة ثابتة تبنى عليها وأثراً يحتذى به وعلامة يهتدون بها لكيلا يحيدوا عن طريق النضال والتحرير.
وقالت لقد تحدث الكتاب عن أدب السجون ونقل تجربتهم وهمومهم إلى العالم، ونقل تحدي الأسير وإعطائه الأمل والضوء لتحريره لاحقاً كما كما نوهت الباحثة بالأدب الصهيوني الذي يفتقد إلى القاعدة التراثية، ويقوم على العدوانية والتعبئة الصهيونية ويتسم بالعنف والكره والحقد ضد العرب، ونوهت الباحثة بالأديب المبدع الثوري ودوره في أن يعيد النظر في تجارب تراثية غنية ليقدموها في إنتاجهم الأدبي، ولكي تعطي الصورة الناصعة للأمة وهمومها وقضاياها والتعبير الواضح عن حقوقها.
أزمات تهدد الكيان
الباحث كرم الجباعي أشار في كلمة له إلى أزمة الكيان وما يعانيه من مشكلات داخلية وخارجية تمثل مأزقاً خطيراً تهدد كيانه من الداخل، ونوه الجباعي بأن هذه الأزمات التي يعاني منها الكيان هي بسبب هزيمته النكراء لهزيمته إعلامياً وعسكرياً وفكرياً وفي كل ساحة من ساحات النضال في كل ساحة مواجهة مع المقاومة، ودعا إلى ضرورة أن يبرز الإعلام العربي هذه الأزمات التي يعاني منها الكيان الصهيونيي وإبرازها للعالم، وأكد دور الإعلام في في الحفاظ على حقوق الأمة وتراثها وأدبها وكل فنون الحياة.