رفاه الدروبي
ضمَّ معرض الفنانة همسة شلهوب ٣٢ لوحةً تشكيليةً، سلّطت فيها الضوء على مفردات الاغتراب والشوق والحنين، مُتَّبعةً المنهج التعبيري، إذ لوَّنت لوحاتها بالإكريليك والزيتي وجمعتها في معرض عنوانه «حقيبة كبيرة صغيرة» في غاليري البيت الأزرق.
التشكيلية شلهوب أشارت إلى أنَّها حملت مرَّة أغراض أخيها وأحلامه لكنَّها لم تتسع الجلسات العائلية ولا الاجتماعات للرفاق المُتحلِّقين حول آلة موسيقية، والآن أصبحت الحقيبة الكبيرة الصغيرة لم ولن تستطيع حمل حنين مسافر ولا حلم طفل، موضِّحةً بأنَّ معرضها تضمَّن لوحاتها الممتلئة كل مساحاتها التشكيلية بمجموعة من الحقائب يحملها المسافر معه أينما ذهب وحيثما اتجه، ويتمسَّك بها دون أن تحتوي في جعبتها الاحتياجات الشخصية، بل الحاجات المعنوية.
إنَّهم أشخاص أو أشياء لا يمكن أن يكونوا داخل الحقيبة، فلكلِّ واحدة من لوحاتها حكاية تحمل في مضمونها الذاكرة المسافرة من حيث اللجوء والاغتراب، حيث يحمل المسافر في نفسه مشاعر الأسى والحزن، تسردها الفنانة عبر استذكارات تلوح أمامها ليتذكر الأهل اجتماعاتهم حول مائدة الطعام، ومشاعر المحبة والوئام فيما بينهم، ولحظات الفرح والضحك مع الوالدين والأخوة والأصدقاء، وتبادل أطراف الحديث، وهناك في لوحة أخرى وزَّعت فيها زوارق الورق.
ولفتت الفنانة همسة إلى أنَّه المعرض الأول لها، إذ رسمت في لوحاتها مشاهد بصرية عالقة في الذاكرة تطرقها كلما اشتعل الحنين في القلب كونها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمكان عاشت فيه، وسارت بين أرجائه، شهدتها الدروب والأزقة والحارات تحمل آهات وزفرات لا تنتهي نتيجة فراق أحد أفراد العائلة.