الثورة – آنا عزيز الخضر:
قد يكون استحضار المفارقات هي أكثر الأساليب الفنية تأثيرا، خصوصا عندما تكون متقنة في صياغتها وتعبيراتها، هذا ما تمكن من بلورته العرض المسرحي الراقص على صالة مسرح الحمراء بدمشق” غرفة تحت الصفر” حيث
أقامته مديرية المسارح والموسيقى بدمشق ، أداء فرقة “خطى” للمسرح الراقص ، وهو مأخوذ من عوالم رواية “العنبر رقم 6″ للكاتب الروسي” أنطون تشيخوف” ومن إخراج “سعيد حناوي”.
النص الآن هو بشكل جديد وأجواء مختلفة، فالعرض يعالج قصصاً وحكايا، تدور حول أربع شخصيات رئيسية، لها معاناتها بسبب من أمراض نفسية ، ألزمتها مشفى للأمراض العقلية، وقد تعمق العرض في الأسباب المتعددة، التي ساهمت بشكل أو بآخر بأمراضهم.. منها أسباب مادية ومعنوية واجتماعية وغيرها ،تلك التي أودت بهم لهذه الحالة، حيث استطاع العرض بلغته الخاصة،
واستخدامه لأدوات فن الرقص إيصال رسائل إنسانية، ووجدانية، من خلال الفرجة البصرية ومتعة المشهد الفنية، التي يقدمها العرض بتعبيراته وإشاراته الخاصة ، رغم أن عوالم الشخصيات محزنة، إلا أنه التعبير عنها بالحركة الراقصة، حملت الملامح الإبداعية المتميزة، وأوصلت الكثير من الرسائل والحالات الجوانية لأبطال العرض، بطريقة فنية خلاقة.
