الثورة _ فؤاد مسعد:
بمناسبة عيد الجيش العربي السوري يُقام في الأول من شهر آب القادم عرض خاص لفيلم الديكودراما «الأم السورية شمس لا تغيب»، ضمن صالة الدراما في الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون.
الفيلم سيناريو وإخراج عوض القدرو، مأخوذ عن كتاب كفى ثابت كنعان «يوم ليس كباقي الأيام»، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما. وبعد عرضه في دمشق سيُقدم أيضاً في المراكز الثقافية ضمن مختلف المحافظات بما فيها حلب واللاذقية وحمص وطرطوس.
يتحدث الفيلم عن أمهات شهداء سورية «شهداء الجيش العربي السوري»، اللواتي ذهبن إلى المكان الذي ضم جثامين أولادهن الأبطال الذين خاضوا الحرب واستشهدوا فيها، يحاكي الفيلم عن المكان والزمان والأم التي لا تغيب شمسها عن الجغرافية السورية وتعتز بما قدم أبناؤها من أجل البلد.
تم التصوير في أماكن متنوعة امتدت على مسافة «2000كم»، هذا ما أكده المخرج عوض القدرو الذي تحدث لصحيفة «الثورة» قائلاً: «تم تصوير الفيلم ما بين القصير وحمص وحلب واللاذقية، وكلية المشاة ومشفى الكندي والطريق الواصل بين إدلب وحلب»، وحول الصعوبات التي واجهتهم، قال: «لم تكمن الصعوبة في التنقل، وإنما في ذهاب أمهات الشهداء إلى حيث استشهد أولادهن، حيث تجلت الصعوبة في الحالة الإنسانية، وخاصة أنك تتعامل هنا مع من هم أكثر قرباً وتأثراً بالأمر».
ويشير المخرج إلى ظروف التصوير، فهناك أم ذهبت إلى مشفى الكندي وجلست مكان استشهاد ابنها، وأخرى أمسكت بيديها التراب الذي احتضن ابنها في كلية المشاة، تحدثن عن الحالة من عمق القلب وبصدق شديد، يقول: «لم يكن هناك سيناريو وإنما تكلّمن عما حدث، كما أن العقيد علي السعيد – الشهيد الحي – حكى كيف قاوم في مدرسة المشاة، ومن ثم تم أسره من قبل المسلحين، وكيف حرره أبطال الجيش العربي السوري. فالصورة كانت مكملة للحالة الدرامية».
ويؤكد المخرج أن تقديم الحالة الإنسانية والوجدانية للأمهات كان بمنزلة أمانة في عنقه، يقول: «بعد استشهاد أولادهن بعدة سنوات عدن وحكين القصة بتروٍ، وهو أمر بحد ذاته يحمل الكثير من الحزن، وكنت أميناً على نقل هذا الإحساس، وحاولت أن أكون مستمعاً من خلال الكاميرا والصورة، فهؤلاء السيدات يمثلن شريحة واسعة من الأمهات»، وينهي كلامه بالتأكيد أن أهمية الفيلم بالنسبة إليه تكمن في بساطة وعمق الطرح.