الثورة- هراير جوانيان:
ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة رقم (33) من الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس، وهو الحدث الرياضي الأهم في صيف عام (2024) والذي شهد أيضاً إقامة كل من بطولة كأس أمم أوروبا في ألمانيا، وبطولة كوبا أميركا في الولايات المتحدة .
يعود تاريخ الألعاب الأولمبية إلى حوالي (3000) عام، في منطقة البيلوبونيز في اليونان القديمة، حيث أقيمت المسابقات الرياضية في أولمبيا، التي تقع في جنوب غرب اليونان، وأصبحت تُقام كل أربع سنوات، وقد اكتسبت اسم الألعاب الأولمبية، حيث تمّت تسمية الفترة الزمنية التي تبلغ أربع سنوات بين إصدارات الألعاب القديمة باسم الأولمبياد، وتمّ استخدامها لأغراض التأريخ في ذلك الوقت، حيث تمّ حساب الوقت بالأولمبياد وليس بالسنوات.
أول ألعاب أولمبية قبل الميلاد
يعود أول دليل مكتوب على إقامة الألعاب الأولمبية إلى عام (776) قبل الميلاد، عندما بدأ الإغريق في قياس الوقت في الألعاب الأولمبية، أو المدة بين كل دورتين من الألعاب الأولمبية، حيث أُقيمت الألعاب الأولمبية الأولى كل أربع سنوات بمثابة مهرجان ديني.
ولم تكن هناك ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية للفائزين في الألعاب، ولكن كانوا يحصلون على إكليل من الغار واستقبال الأبطال عند عودتهم إلى بلادهم، حيث التزمت الدول المتحاربة بالهدنة طوال المسابقات الرياضية، وهو تقليد مستمر حتى اليوم، حيث تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الهدنة الأولمبية قبل كل نسخة من الألعاب.
حظر الألعاب الأولمبية
في عام (393) ميلادياً، حظّر الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول الألعاب الأولمبية لأسباب دينية، ولم يتمّ إحياء الألعاب الأولمبية إلا في العصر الحديث.
إحياء الألعاب الأولمبية في باريس
في نهاية القرن التاسع عشر، بُذلت محاولات عدة لإعادة تأسيس حدث رياضي دولي، لكنها باءت بالفشل بسبب الافتقار إلى التنسيق بين الحركة الرياضية العالمية، حتى قرّر رجل واحد جمع أصحاب المصلحة الرئيسيين في باريس، ولذلك أُعيد إحياء الألعاب الأولمبية في المؤتمر الأولمبي الأول، عام 1894، ومع انتهاء المؤتمر، عادت الألعاب الأولمبية إلى الحياة وتمّ إنشاء اللجنة الأولمبية الدولية.
وكانت فكرته الأصلية هي الكشف عن الألعاب الحديثة بداية من عام (1900) في موطنه باريس، ولكن مندوبي (34) دولة كانوا معجبين جداً بالفكرة لدرجة أنهم أقنعوه بانطلاق أول نسخة في العصر الحديث عام (1896) وجعل أثينا هي المضيف الأول لدورة الألعاب الأولمبية.
أول مشاركة للنساء في الأولمبياد
شهدت دورة الألعاب الأولمبية في باريس عام (1900) مشاركة النساء للمرّة الأولى، وكانت أول بطلة أولمبية هي شارلوت كوبر، لاعبة التنس البريطانية التي فازت ببطولة ويمبلدون 5 مرّات، ومن إجمالي 997 رياضياً كان هناك 22 امرأة، تنافسن في خمس رياضات فقط: التنس والسباحة والكروكيه وسباقات الفروسية والغولف، ومن بين هذه الرياضات كانت الغولف والتنس فقط من بين الأحداث المخصصة للنساء فقط.
توزيع ميداليات على الفائزين
كانت دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في سانت لويس بولاية ميسوري عام 1904 هي الأولى التي تمّ فيها توزيع الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، كما ضمّت أيضاً أول رياضي من ذوي الاحتياجات الخاصة، يتنافس في الألعاب الأولمبية، وهو جورج آيزر، وقد فاز بـ6 ميداليات في الجمباز، 3 منها ذهبية.
وكانت دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ستوكهولم عام (1912) هي الأولى التي ضمّت متنافسين من القارات الخمس ممثلة بالحلقات الأولمبية، كما كانت تلك هي السنة التي شاركت فيها النساء للمرّة الأولى في منافسات السباحة.
تدشين فكرة الشعلة الأولمبية
تمّ تدشين فكرة الشعلة الأولمبية للمرّة الأولى في الألعاب الأولمبية عام (1928) في مدينة أمستردام الهولندية، حيث لم يكن هناك تتابع للشعلة في الألعاب الأولمبية القديمة، ومع ذلك، كانت هناك تتابعات معروفة للشعلة في المهرجانات الرياضية اليونانية القديمة الأخرى، بما في ذلك تلك التي أقيمت في أثينا، تمّ تأسيس تتابع الشعلة الأولمبية الحديثة للمرّة الأولى في الألعاب الأولمبية عام 1936 في برلين.