بعيداً عن الهرج والمرج الذي يثيرة البعض ممن لا يريدون للعملية التربوية بشكل عام والامتحانية بشكل خاص أن تسير وفق ما هو مخطط لها كونها سارت في غير ما يشتهون هذا العام، الآن ومع بدء امتحانات الدورة الثانية التكميلية لطلاب الشهادة الثانوية بفروعها كافة، وبعد أن تقدم المكملون في مادة الرياضيات الخميس الماضي حيث كانت الأسئلة بمنتهى السهولة على خلاف ما كان يتوقعة الكثير من الطلاب، ونعتقد أيضاً أن امتحان اللغة العربية اليوم كان بنفس مستوى مادة الرياضيات مناسباً لجميع المستويات العلمية والمعرفية، اللهم باستثناء أولئك الذين كانوا وما زالوا يعتمدون على وسائل الغش وبأي وسيلة كانت، متناسين أن هذه الوسائل قد انتهت وإلى غير رجعة بفضل جهود المخلصين الأوفياء لهذا البلد من العاملين في القطاع التربوي، ومن الغيورين على مستقبل شهاداتنا العلمية من أبناء البلد.
نعود لنتحدث ونقول إن نتائج امتحان شهادة التعليم الأساسي هذا العام قد سجلت انخفاضاً عما كانت عليه العام الماضي حيث بلغ عدد المتقدمين ٢٩٩٦٩٠ تلميذاً وتلميذة نجح منهم ١٩٨٠٠٣ تلاميذ، أي بنسبة نجاح ٠٧ ،٦٦ المئة فيما كانت نسبة النجاح العام الماضي ١١ ،٧٧ بالمئة، كما حصل ٤٥ تلميذاً وتلميذة على العلامة التامة هذا العام، منهم ٣٥ تلميذاً وتلميذة من المدارس الرسمية، فيما كان عدد التلاميذ الحاصلين على العلامة التامة العام الماضي 170 تلميذاً وتلميذة ،وبطبيعة الحال هذه النسب وما سبقها من نسب نجاح في الثانوية إنما يدلّ على النهج التربوي الصحيح الذي ينطلق من الحرص الشديد على مكانة التعليم في سورية عالمياً وبالطبع وفق تصنيف اليونيسكو.
طبعاً هذه المؤشرات تدل على جملة مسائل أهمها أن منظومة التعليم بدأت تتعافى شيئاً فشيئاً وهذا التعافي مرده الإجراءات التي اتخذتها التربية خاصة فيما يتعلق بالعملية الامتحانية التي خضعت خلال السنوات القليلة الماضية إلى ما يسمى بالموت السريري نتيجة تصرفات بعض القيمين عليها اللاهثين وراء المنفعة الشخصية.
بكل الأحوال وزارة التربية أصدرت نتائج التعليم الأساسي وها هي تتابع امتحانات الدورة الثانية التكميلية بكل نجاح، نتائج وامتحانات مهمة، صحيح كانت نسب النجاح منخفضة عن النسب في السنوات الماضية، لأن التربية قد حاربت ظاهرة الغش على الأنترنت وشبكات الغش بشكل كبير في جميع المحافظات، خاصة وأن طلاباً كثراً قد تم تنظيم محاضرغش لهم، بالإضافة إلى كشف الكثير من شبكات الغش على الأنترنت التي نجحت الوزارة كما قلنا في القبض عليها بالتعاون مع الجهات المختصة، كل ذلك يشير أن العملية التربوية بما فيها العملية الامتحانية قد تم وضعها إلى حد كبير على السكة الصحيحة، مع أملنا أن ينهي طلابنا امتحانات الدورة الثانية بنفس الوتيرة التي استمرت عليها امتحانات الدورة الأولى في إطار تحقيق العدالة والنزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص بين جميع الطلاب.