الملحق الثقافي- رولا محمد السيد:
كرس فضيل حلمي عبد الله قلمه في الكتابة الحثيثة عن الأدب المقاوم، حيث تركزت الدراسات التي أصدرها في كتابه الجديد على أرباب الأدب المقاوم في ثورة الإبداع بحسب العنوان، مجسداً فيه شخصيات متنوعة من الأدباء والكتاب والشعراء الذين لهم باع طويل في الكتابة عن المقاومة والنضال ضد الصهيونية.
يشير الكاتب عبد الله في كتابه إلى أن الأدب المقاوم يسير في طريق واحد منطلقاً بدور ونمو وازدهار حضارة الماضي متصلاً بتاريخ الحاضر كي ينسج أمل المستقبل ويسعى باتجاه فكر النهضة وآفاق النصر والتحرير والتغيير، ويشكل حالة من الوعي والتنوير الصحيح الذي يكاد يكون وثيقة الصلة بحركة الثقافة والأدب العربي المعاصر الأصيل بشكل عام حتى أصبحت هذه الحالة حاضنة الهوية الحضارية الثقافية العربية.
الكتاب الذي جاء ضمن 184 صفحة من القطع المتوسط ومن إصدار دار العراب للنشر وفي سرده عن الدراسات المنشورة، يؤكد على أن مشروع النهضة العربية قد حالفها الأدب المقاوم بسبب تلك الأرباب الثقافية في الرؤية التي تحظى بالمسؤولية والمصداقية الصديقة للحقيقة في كونها نابعة من جذر دفين تنبع منه أشياء كثيرة تتعلق بتأسيس المستقبل.
أهمية الكتاب ودوره الهام يأتي في نشر ثقافة الوعي المقاوم والحفاظ على التراث، والتأكيد على أن الكتاب جمع بين أسماء المثقفين الذين حملوا راية النضال وأخذوا مسؤولية التعبير عن مآسي شعبهم وطرحها أمام الأجيال للأخذ بها، والانطلاق في إبداعات جديدة وزرعها في وعيهم وثقافتهم وكي تكون قاعدة ثابتة تبنى عليها وتكون أثراً يحتذى بها وعلامة فارقة يهتدي الأجيال بها حتى لا يحيّدون عن طريق النضال والمقاومة.
ومن ضمن موضوعات الكتاب، فقد تحدث عن أدب السجون ونقل تجربتهم وهمومهم إلى العالم، ونقل تحدي الأسير وإعطائه الأمل والضوء لتحريره لاحقاً، كما نوه الكتاب بأن ما يسمى بـ»الأدب الصهيوني» بأنه يفتقد إلى القاعدة التراثية، ويقوم على العدوانيه والتعبئة الصهيونية، ويتسم بالعنف والكره والحقد ضد العرب.
ومن هنا يأتي دورالأديب المبدع الثوري في أن يعيد النظر في تجارب تراثية غنية ليقدمها في إنتاجه الأدبي كي يعطي الصورة الناصعة للأمة وهمومها وقضاياها والتعبير الواضح عن حقوقها.
إن ثقافة المقاومة وأدبها يحتاج إلى أقلام تنهض بقضايا الأمة وتنبض بروح وثابة، وإن كتاب عبد الله حاول ان يجمع بين أرباب الأدب والثقافة للأدب المقاوم التي تربط بينهم علاقة العمل الإبداعي، داعياً إلى المحافظة على الإرث الثقافي والتراثي للإبداع الأدبي والثقافي المقاوم في مواجهة معاول الهدم الغربية الحاقدة للنخر في جسد الأمة الثقافي.
العدد 1199 – 30 -7-2024