عن المكان وامتداداته..

أعادتْها عبارته التي تتلخص (بضرورة أن يغيّر المرء مكانه عبر السفر، وإلا تعفّن)، إلى ما قاله بطل رواية (قطار الليل إلى لشبونه) للكاتب “باسكال ميرسييه”، عن المكان: (نحن نترك شيئاً من أنفسنا في المكان الذي نتركه خلفنا، نبقى هناك حتى لو رحلنا. وهناك أشياء داخلنا لن نعثر عليها إلا إذا عدنا للمكان ذاته. نحن نذهب إلى أنفسنا، نسافر إليها، يحملنا صوت الدوران الرتيب للعجلات إلى المكان الذي احتلّ مسافة من حياتنا)..

يختلف معنى كلّ من المقولتين.. لكن تدوران حول “المكان”..

فهل يأتي مصدر العفن الوحيد من ثباتنا في نفس المكان..؟

ماذا عن العفن الذي يأتي من المحيطين.. من العلاقات.. من ممارسة العادات نفسها، وتبني الأفكار ذاتها..؟

يبدو أن المكان هو المؤثر الأكبر لأنه الحاضن الأساسي لها كلّها..

لكن هل بتغيّره تتغيّر جميعها..؟

يعود بطل (قطار الليل إلى لشبونه) ليقول: “لماذا نشعر بالأسى على من لا يتمكّنون من السفر؟ لأن عدم قدرتهم على الامتداد خارجياً يحرمهم من التضاعف، وبالتالي هم محرومون من إمكانية القيام برحلات توسعية داخل أنفسهم واكتشاف مَن وماذا يمكنهم أن يكونوا غير ما هم عليه”..

القدرة على التضاعف وتحصيل رحلات توسعية داخل النفس يأتي كذلك بتجارب ليست خارجية كما السفر، إنما أيضاً بتجارب استكشاف داخلية، ذهنية..

البعض لا يتمسكون بالسفر تغييراً للمكان وتجديداً لذواتهم، لأنهم يقيمون علاقة خاصة بينهم وبين المكان والأشياء التي يحتويها.. يؤسسون روابط وذاكرة عبر ما يحيط بهم.. وينشئون صلات يبنون عليها توازنهم وأساس كيانهم..

تماماً كما ذكرت إحدى شخصيات رواية (الرسام تحت المجلى) لأفونسو كروش، “عندما أنظر إلى الأشياء أريدها أن تكون مألوفة كعمّي، كزوجي، كالخبز مع كل وجبة”..

السكون إلى الأشياء ذاتها.. الثبات بالعيش معها، يأتي أيضاً بعبارة أخرى من الرواية نفسها: “إن رؤية أشياء لا نراها في العادة أمر قد يكون منفّراً ومربكاً”..

سابقاً.. كانت ممن يمتلكون رؤية مشابهة لأبطال “كروش”، تعشق الأماكن الحميمة.. وتنشئ معها صداقات تمنحها دفئاً يكاد يكون آدمياً.. ثم انقلبت على قناعتها تلك.. لتصبح مغرمة استكشاف وتجديد..

وعن ابتكار طرق استكشاف خاصة بها وحدَها، فكل رحلاتها وجولاتها في التوسع داخل أعماقها كانت نتيجة أحداث كبيرة حرّكت بوصلة تفكيرها إلى غير اتجاه، وربما عدّلته عن اتجاهٍ اعتقدتْ أنها لن تحيد عنه يوماً..

وعلى هذا النحو، تضاعفت مرّات.. وخبرت في ذاتها مكتشفات مغايرة في كلّ تجربة سفر داخلية منحتها إياها الحياة.

 

 

آخر الأخبار
"ما خفي أعظم" بين الناس والمؤسسات المالية والمصرفية !      السوريون يستذكرون الوزير الذي قال "لا" للأسد المخلوع   خطة الكهرباء الجديدة إصلاح أم عبء إضافي ؟   العثور على رفات بشرية قرب نوى في درعا  محافظ حلب ومدير الإدارة المحلية يتفقدان الخدمات في ريف حلب الجنوبي   "الاتصالات" تطلق الهوية الرقمية والإقليمية الجديدة لمعرض "سيريا هايتك"   إطلاق حملة مكافحة التسول بدمشق وريفها   لجنة مشتركة بين السياحة و مجموعة ريتاج لدراسة المشاريع الفندقية  غرفة صناعة دمشق توقع مذكرة تفاهم مع المجلس النرويجي للاجئين  تعرفة  الكهرباء .. كيف يوازن القطاع  بين الاستدامة والمواطن؟  وزير الخارجية الألماني: من واجبنا المساهمة في إعادة إعمار سوريا  سوريا تهنئ حكومة وشعب تركيا بمناسبة يوم الجمهورية   إنجاز 40 بالمئة من إنارة دمشق بـ1800 نقطة ضوئية في ملتقى العمل..  تدريب وفرص عمل  للنساء وذوي الإعاقة  صدام الحمود: زيارة الشرع إلى الرياض بداية مرحلة جديدة   وفد من "الداخلية" يشارك في مؤتمر التدريب الأمني العربي بالدوحة هدفها تحقيق الاستدامة.. الكهرباء تصدر تعرفة جديدة لمشتركيها  الشرع يبحث مع وفد ألماني تعزيز التعاون والمستجدات الإقليمية والدولية سوريا تغير لغتها نحو العالم.. الإنكليزية إلزامية والفرنسية والروسية اختيارية "إعمار سوريا": خبراتٌ عالمية تتجسد.. وتخصصٌ دقيقٌ يرسم طريق المستقبل