رئيس فرع الإعداد العقائدي في الإدارة السياسية لـ “الثورة”: تلاحم الجيش والشعب سر الصمود وحامل الانتصار

الثورة – لقاء عزة شتيوي:
هو الأول من آب … حين نقلب روزنامة الأيام فتضيء الذكرى شعاعا من نور في يوم حفر تاريخه على صدر المجد ودونت ذكراه عيدا للعزة ..عيد الجيش العربي السوري.
من ميسلون حتى المعركة الحالية التي يخوضها جيشنا الباسل لا يزال يوسف العظمة يمتطي فرس الشجاعة ويطرد الغزاة عن أسوار الممانعة والصمود في سورية، ونكاد نرى جول جمال وهو عائد من مهمته في الإسكندرية يعوم فوق بحر من الشهامة ملقيا السلام على من سبقوه ومن لحقوا به شهداء  في سبيل الوطن والعروبة، مؤكدا أن الجيش العربي السوري لا يوفر قطرة دم واحدة للذود عن تراب الوطن، وبقي حتى اللحظة يقاتل الإرهاب مدافعا عن العالم كله لأن من يفجر نفسه في مدرسة أطفال أو يقطع الرؤوس هو عدو للعالم وللإنسانية ولذلك قال السيد الرئيس بشار الأسد عن الجيش العربي السوري: (الجيش السوري مدرسة متكاملة الأركان في الرجولة والتضحية والفداء وإنه القلعة الحصينة التي تتحطم على بواباتها كل جحافل الإرهاب )..
في الأول من آب تحضر الذكرى وتطرق على أبواب الوجدان لتستعرض لوحات وملاحم بطولية قدمها الجيش العربي السوري على امتداد  ٧٩ عاما تجلت في معارك  كثيرة خاضها وتسارعت الأحداث حتى باتت الحرب خلال السنوات الأخيرة دونما استراحة محارب ..حرب في كل لحظة وكل دقيقة مع الإرهاب الذي حاول تشتيت بندقية الجيش العربي السوري ولكنها ما أضاعت البوصلة يوما، فالزناد موجه على صدر الإرهابي، والعين والقلب تشير إلى فلسطين الحبيبة والجولان العربي السوري المحتل.


كان الرهان حين جاء المرتزقة والإرهابيون من جهات الأرض الأربعة يلوثون بلادنا وبترخيص من الغرب وعلى رأسهم واشنطن ..كان الرهان على استهداف مؤسسة الجيش العربي السوري، لكن عقائدية هذا الجيش أبقت عليه متماسكا ومقداما ينفذ أصعب المهام حتى مزق كل مخططات الغرب في سورية والمنطقة، واستطاعت بندقية الجيش العربي السوري أن ترسم بالتعاون مع الحلفاء نظاما عالميا جديدا متعدد الأقطاب بعد أن أجهزت على الإرهاب وحطمت أسطورة القطبية الأحادية المهيمنة في أميركا، فالقوة على الأرض هي من ترسم ملامح السياسة ومستقبلها..لذلك وأكثر حماة الديارعليكم ألف سلام في كل بقعة تحاربون فيها وتبذلون النفس دفاعا عن  ارض الوطن.
في ذكرى تأسيس الجيش العربي السوري التقت صحيفة الثورة مع العميد الركن ياسر سلمان الجهني رئيــس فرع الإعـــداد العـــــقائدي في الإدارة السياسية، وكان لها الحوار التالي:
* تمر اليوم الذكرى ٧٩ لتأسيس الجيش العربي السوري، ما هي معاني ودلالات هذا العيد لدى المؤسسة العسكرية وكيف تطورت مفاهيمه مع تطور المعركة وكثافتها وتدوين صفحات بطولية كثيرة وجديدة وتكاد تكون شبه يوميه في تاريخ الجيش العربي السوري.

إن الجيش العربي السوري منذ نشأته في الأول من آب عام 1945م قُدر له أن يكون جيش الوطن وجيش الأمة المدافع عن حقوقها وقضاياها وكرامتها.
ومن الجدير بالذكر أن البواكير الأولى للتأسيس ظهرت بُعيد طرد الاحتلال العثماني وحملت في طياتها الكثير من المعاني والدلالات وهو ما ظهر جلياً في معركة ميسلون تلك الملحمة التاريخية الخالدة التي قادها البطل يوسف العظمة وأدت إلى استشهاده مع عدد من رفاقه، ليس ذلك وحسب بل إن الأبطال الذين خاضوا الثورات في وجه المستعمر الفرنسي هم نسغ هذا الجيش وجذوره الطيبة المتأصلة في التاريخ، وهنا نؤكد بأن جيشنا الباسل هو امتداد لهذا التاريخ المجيد وأن رجاله الشجعان هم أبناء وأحفاد من قاوموا المستعمر وحققوا الجلاء، فكان جيشنا على الدوام صنو الشجاعة والبطولة وعنوان الوطنية والشرف والإخلاص، وعلى الرغم من حداثة تأسيسه اندفع للذود عن فلسطين والدفاع عن عروبتها في مواجهة العدو الصهيوني ووقف إلى جانب مصر الشقيقة إبان العدوان الثلاثي عليها ورفض وقاوم الأحلاف الاستعمارية، فضلاً عن دوره البارز في قيام دولة الوحدة.
وأمام ما ألم بالوطن والأمة من صعاب وتحديات كان جيشنا جاهزاً بقوة لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بدءاً من دوره في ثورة الثامن من آذار وصولاً إلى حرب تشرين التحريرية عام 1973م التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد تلك الملحمة الكبرى التي لا تزال مصدر فخر واعتزاز لدى الشرفاء من أبناء الأمة، ومحط بحث ودراسة من قبل الباحثين السياسيين والعسكريين، ولهذا انطلاقاً مما سبق فإنه من الطبيعي أن نجد ارتباطاً وثيقاً بين هذا الماضي المجيد والحاضر التليد الذي يعبر عن أصالة جيشنا وشجاعة أبطاله وانتمائهم ووطنيتهم التي لا مثيل لها، ومن هنا أيضاً تأتي أهمية احتفالنا اليوم بالذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري، فهو حدث استثنائي في معانيه ودلالاته ومناسبة خاصة تتعزز فيها مشاعر الفخر والاعتزاز لدى أبناء شعبنا الأبي بجيشهم الباسل الذي سطر خلال هذه الحرب الإرهابية العدوانية أروع البطولات والإنجازات، ودافع عن الوطن بكل شرف وعزيمة وقدم ملاحم في التضحية والفداء ما مكنه من صون الكرامة والسيادة ومنع قوى العدوان من تحقيق مآربها في النيل من سورية دولةً وتاريخاً وحضارة.
عقيدة الجيش العربي السوري وعقائديته هي الانتماء للشعب
* يوصف الجيش العربي السوري بأنه جيش عقائدي، فكيف تتجسد هذه  العقائدية في فكر وقيادة الجيش العربي السوري وما هو دورها في تماسك هذه المؤسسة وتطورها ؟
عقيدة الجيش العربي السوري وعقائديته هي الانتماء للشعب، وهذا هو الحامل الرئيسي لتماسك المؤسسة العسكرية وتجسد ذلك بشكل واضح خاصة خلال الحرب الإرهابية على سورية من خلال ما شاهدنا من تلاحم خلاق بين الجيش والشعب ما شكل عاملا حاسما في الصمود والانتصار.
فالجيش العربي السوري بانتمائه وعقيدته وبسالة رجاله الميامين أسقط مخططات دول العدوان التي بقيت محض أوهام …فعلى الرغم من حجم التجييش والتحريض وفبركة الأكاذيب والتضليل وعلى الرغم من الدعم الهائل واللا محدود لجحافل الإرهاب العابر للحدود من تدريب ومال وسلاح ودعم مباشر من الكيان الصهيوني وقوات الاحتلال الأمريكي والتركي لم يتمكنوا من تحقيق مآربهم الدنيئة حيال صمود شعبنا بعامه، وجيشنا العقائدي وإرادته وعزيمته بخاصة، لا بل إن جيشنا استطاع بعزيمة جنوده الشجعان وحكمة قيادته، وبالتفاف جماهير شعبنا حوله واحتضانه له أن يكون القلعة الشماء في مواجهة إرهابهم ومخططاتهم الاستعمارية، وتمكن من اقتلاع جيوش الإرهاب ودك معاقلهم وتطهير الأرض من رجسهم وإعادة الأمن والاستقرار إلى معظم الأراضي السورية، فجيشنا العقائدي البطل جسد ببطولاته وصموده أروع مثال للجيش الوطني الملتزم بقضايا الشعب والمدافع الأمين عن مصالح الأمة، وأصبح أنموذجاً يحتذى بصموده وبطولات رجاله، وإن مسيرة جيشنا كانت وستبقى مسيرة الإنجازات والبطولات في الدفاع عن الأرض والسيادة والذود عن الشرف والكرامة، ومن البديهي القول: أنه لا يمكن لجيش مهما بلغت قوته أن يصمد وأن يسطر أعظم البطولات والانتصارات لو لم يكن لديه مقومات وثوابت وقيم ومبادئ تمكنه من تحقيق كل ذلك، فبناء الجيش العربي السوري بناء راسخ البنيان تنظيماً وتسليحاً وعقيدةً.
قدرات فائقة وجاهزية قتالية عالية
* صدرت مؤخرا مراسيم رئاسية وقوانين داعمة للمؤسسة العسكرية، كيف انعكس ذلك على معنويات جيشنا الباسل، والى أي درجة ينعكس الدعم المعنوي والمادي أيضا على الروح القتالية للجندي العربي السوري خاصة في هذه الظروف الاقتصادية ؟

لقد حظي الجيش في ظل قيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بمزيد من الاهتمام والرعاية على الصعد كافة، وقد حرص سيادته على إعداد الجيش وتطوير قدراته البشرية والقتالية كماً ونوعاً وفي مختلف المجالات، وتابع سيادته مسيرة تعزيز قدرات قواتنا المسلحة العسكرية والتدريبية للارتقاء بمستواها القتالي لتتمكن من أداء مهامها على أكمل وجه.
كذلك تجسد اهتمام السيد الرئيس بالجيش العربي السوري من خلال العطاءات والمكرمات المستمرة لأبناء هذا الجيش ولقد بادل الجيش عطاء قائده بإصرار أبنائه على متابعة التدريب واليقظة حتى غدا بقدرات فائقة وجاهزية قتالية عالية ظهرت بوضوح في سلسلة المعارك التي خاضها ومازال ضد الإرهاب وداعميه.
مدرسة نضالية يستلهم منها العالم الدروس والعبر
* ثمة من يقول أننا في ربع الساعة الأخير من المعركة وبأن هذا الجيش الذي خاض حربا  على الإرهاب لا مثيل لها تاريخيا أصبح مدرسة ونموذجا في القتال والخبرات العسكرية ..كيف طورت المعركة مع الإرهاب من أداء الجندي العربي السوري خاصة أنها حروب عصابات وليست جيوش ؟
في ذكرى تأسيس الجيش العربي السوري لابد من الإشارة إلى أن كل معركة خاضها الجندي السوري أضافت إلى خبرته وشدت من أزره حتى بات هذا الجندي يطارد الإرهابي وأسياده، ويتوقع تفاصيل وكواليس وعقلية الإرهابيين، ورجال جيشنا الأبطال يسطرون الملاحم البطولية التي أصبحت مدرسة نضالية يستلهم منها العالم الدروس والعبر في ميادين البطولة والتضحية والفداء دفاعاً عن الوطن وأمنه واستقراره في وجه أعتى حرب إرهابية شهدها تاريخنا المعاصر، مؤكدين عزمهم على مواصلة تنفيذ مهامهم الوطنية المقدسة، حتى تحرير كل شبر من أرضنا من دنس كل إرهاب واحتلال.
ونحن اليوم على مشارف النصر المؤزر أكثر تمسكاً بثوابتنا الوطنية والقومية. وبهذه المناسبة الغالية نجدد ـ نحن أبناء القوات المسلحة ـ الوعد والعهد بأن نبقى الجند الأوفياء لقيم شعبنا العظيم وثقة قائدنا المفدى السيد الرئيس الفريق بشار الأسد متمثلين قول سيادته: «إنّ سجلّ جيشنا الوطني سجلٌ مشرفٌ.. وما ألمَّ بالوطن يوماً خطبٌ أو دعت الحاجة إلّا وكانت استجابة جيشنا على قدر الحدث….».

وفي الختام نوجه تحية الإجلال والإكبار لروح القائد المؤسس حافظ الأسد، ولأرواح شهدائنا الأبرار ” أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر”، ونتمنى الشفاء العاجل لجرحانا الأبطال.
تحية لرجال قواتنا المسلحة الباسلة درع الوطن وسياجه المنيع في عيدهم التاسع والسبعين.
تحية المحبة والوفاء إلى رمز كبريائنا وعنوان صمودنا وقائد انتصاراتنا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد.
وكل عام وأنتم بخير
العميد الركن ياسر سلمان الجهني
رئيــس فرع الإعـــداد العـــــقائدي

آخر الأخبار
مصدر عسكري: لا صحة لأي نبأ بشأن انسحاب لوحدات قواتنا بريف دمشق في جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.. الجلالي: الحكومة تمتلك الخبرة والقدرة على التعامل مع الأوضاع الطار... "الطيران المدني": مطار دمشق الدولي يعمل بكامل طاقته القضاء على عشرات الإرهابيين بريفي حماة وحمص وزراء خارجية سورية والعراق وإيران في بيان مشترك: لا خيار سوى التنسيق والتعاون لإبعاد مخاطر التصعيد الإرهابيون يشنون حربا إعلامية لإظهار سيطرتهم على بعض المناطق القيادة العامة للجيش: تنفيذ إعادة انتشار وإقامة طوق أمني قوي على اتجاه درعا والسويداء خطة إستجابة لضبط الأسعار وتأمين المواد.. وزير التجارة: مخزون للقمح يكفي القطاعين العام والخاص 5 مجازر للاحتلال في غزة خلال 24 ساعة أسفرت عن ارتقاء 48 شهيداً الجيش الروسي يواصل تقدمه في عمق الدفاعات الأوكرانية طهران تحمل أمين عام الناتو مسؤولية التدهور الأمني المفروض على العالم كوريا الجنوبية: التصويت على مقترح عزل الرئيس السبت القادم الصين تفرض عقوبات على 13 شركة أميركية تصدّر أسلحة إلى تايوان الرئاسة الروسية: نرحب بكل جهود الوساطة لتسوية الأزمة الأوكرانية موسكو: معاهدة الشراكة والدفاع المشترك مع كوريا الديمقراطية تدخل حيز التنفيذ وزير الخارجية الهنغاري: حجب شبكة قنوات RT الروسية نفاق إنجاز علمي جديد لجامعة دمشق في تصنيف التايمز العربي قيادة الجيش: حفاظاً على أرواح المدنيين في حماة وحداتنا تعيد انتشارها خارج المدينة الطيران الحربي السوري الروسي يدمر أعداداً كبيرة من آليات الإرهابيين في ريف حماة الشمالي ويقضي على ال... ثلاثون طفلاً من ذوي الإعاقة مكرَّماً.. "أيدٍ مبدعة" بازار خيري في صحنايا