رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية لـ”الثورة”: تاريخ عريق وماضٍ حافل بمحطات الشرف والرجولة والبطولة
الثورة – لقاء نيفين أحمد:
جيشنا العربي السوري، له تاريخ عريق، وماضٍ حافل بمحطات الشرف والرجولة والبطولة، وحاضرٌ يزخر بمواقف العزة والكبرياء، وسجلٌ كتبت سطوره بأحرف من نور، وتعمدت بالدماء الطاهرة التي بذلها شهداؤنا الأبرياء صوناً لكرامة الأمة.
في مناسبة الذكرى الـ79 لتأسيس الجيش العربي السوري، كان لصحيفة الثورة هذا اللقاء مع العميد الركن غالب جازية رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية:
* الجيش العربي السوري كان منذ فجر التأسيس ومايزال جيش الوطن والأمة، يجسد ببطولاته ومواقفه عقيدته القومية الراسخة، حبذا لو تحدثنا عن أبرز هذه المواقف والبطولات عبر التاريخ وحتى يومنا هذا؟.
بدايةً كل عام وأنتم وشعبنا الأبي الصامد وجيشنا الباسل المقدام وقائد وطننا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بألف خير، والرحمة والخلود لأرواح شهدائنا الجيش العربي السوري قناديل الوطن ومنارات الأجيال على طريق النصر والتحرير.
واسمحوا لي بدايةً أن أرحب بكم في الإدارة السياسية وأتوجه بالتحية عبر صحيفة الثورة في هذه الذكرى الوطنية الغالية على قلوبنا جميعاً، الذكرى التاسعة والسبعين لعيد الجيش العربي السوري إلى أبطال قواتنا المسلحة البواسل في ميادين الشرف والرجولة وعلى جبهات القتال في مواجهة التنظيمات الإرهابية، أولئك الميامين الذين يسطرون بدمائهم الطاهرةِ ملاحمِ العزة والكبرياء، معبرين بأفعالهم وبطولاتهم عن أصالة جيشنا الباسل الذي كان وسيبقى جيشَ الوطن والشعب، وحامي الأرضِ والعرض، والمدافع عن شرف الأمة وقضاياها العادلة، مجسدين قول السيد الرئيس الفريق بشار الأسد: (إن المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة هي بحق مصنع للشجاعة والرجولة والوطنية والأخلاق، ومن هنا تأتي أهمية القوات المسلحة في تاريخ سورية، منذ الاستقلال وحتى الآن، وأهمية دورها الريادي في مسيرة نضال شعبنا).
حمل على عاتقه المسؤوليات الجسام خدمة لقضايا الوطن والأمة.
لقد اضطلع الجيش العربي السوري منذ تأسيسه بمهمة الدفاع عن تراب الوطن وصون وحدته وسيادته واستقلاله، وحمل على عاتقه المسؤوليات الجسام خدمة لقضايا الوطن والأمة ودفاعاً عن حقوقها العادلة، وكان دائماً على استعداد تام للدفاع عن الحق العربي في أي زمان أو مكان.
وتعلمون أن بوادر التأسيس الأولى بدأت مع معركة ميسلون في الرابع والعشرين من تموز عام 1920 م التي اجتمع فيها عدد من المتطوعين والعسكريين بقيادة الشهيد البطل يوسف العظمة وزير الحربية آنذاك، وكانت تلك المعركة أنموذجاً حياً وخالداً في الصمود والتضحية والفداء، وما إن تم الإعلان رسمياً عن تأسيس الجيش العربي السوري في الأول من آب عام 1945م حتى اضطلع بدوره القومي عندما شارك في حرب عام 1948م دفاعاً عن عروبة فلسطين وصوناً لسيادتها وكرامة أبنائها، وقدّم رجاله أروع البطولات وأعظم التضحيات على الرغم من حداثة جيشنا في تلك المرحلة، حيث تمكنوا من إيقاع أفدح الخسائر في صفوف عصابات العدو الصهيوني ومرتزقته، كما شارك جيشنا في عام 1956م إلى جانب الشقيقة مصر في مواجهة العدوان الثلاثي عليها، وكان استشهاد البطل جول جمال وبطولته دليلاً ناصعاً على الصفة القومية لجيشنا الباسل التي ترسّخت مع دوره الكبير في قيام الوحدة بين سورية ومصر عام 1958م.
لقد شهد الجيش العربي السوري تطورات متلاحقة خلال مسيرته الطويلة، وتسارعت تلك التطورات بعد عدوان الخامس من حزيران 1967م، حيث ركزت القيادة العسكرية جهدها على إعادة تسليح الجيش وتعويض ما فقده من أسلحة ومعدات خلال الحرب.
ومع قيام الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد عام 1970م ترسخ الدور القومي الذي اضطلع به جيشنا الباسل، وازداد حجم التطور الذي طرأ عليه من جميع النواحي تمهيداً لخوض حرب الشرف والكرامة.. حرب تشرين التحريرية في عام 1973م وتحقيق الانتصار على العدو الصهيوني وتحطيم أساطيره الزائفة والكاذبة أمام قوة وإصرار وعزيمة المقاتل العربي والسوري بخاصة.
كما كان للجيش العربي السوري دور قومي كبير في حماية لبنان الشقيق عام 1982م عندما تصدى للغزو الصهيوني لأرض لبنان، وحمى وحدته واستقلاله، وقدَّم الدعم للمقاومة الوطنية اللبنانية حتى تمكنت من تحقيق الانتصار في عام 2000م وطرد العدو الصهيوني من جنوب لبنان، ثم الصمود والانتصار في مواجهة عدوان تموز عام 2006م حيث تمكنت المقاومة الوطنية اللبنانية من إلحاق الهزيمة النكراء بكيان العدو وتدمير آلياته ودباباته التي كانت مدعاة صلفه وغروره.
واليوم يواصل جيشنا الباسل أداء مهامه الوطنية والالتزام بواجبه المقدس في الدفاع عن الوطن وصون كرامة أبنائه، متحدياً الصعاب والأخطار، غير عابئ بحجم العدوان الإرهابي الذي تشنه قوى العدوان، مؤكداً للعالم أجمع أن سورية ستبقى عصية على مشاريع الفتنة والتقسيم الاستعمارية الصهيو ـ أمريكية.
* ما الذي اختلف في بنية تدريب وتأهيل الجندي السوري بعد سنوات الحرب التي خاضها الجيش على مدى عشر سنوات على الإرهاب بأشكالها المختلفة.
المقاتل العربي السوري هو إنسان وهو ابن هذا الشعب الأبي العظيم المجبول بحب وطنه المسكون بقيم الوفاء ونقاء الانتماء والاستعداد الدائم للتضحية بالدم والروح دفاعاً عن عزة الوطن وكرامته وهو قادرٌ على التكيف مع كافة الظروف والمواقف وقادر على الصمود لا بل على اجتراح الانتصارات في أعقد المواقف والتي هي أشبه بالأساطير فكما قال السيد الرئيس الفريق بشار الأسد: «ما قامت به القوات المسلحة أقرب إلى المستحيل، فهذه المؤسسة بنيت منذ الاستقلال وخاصة بعد نشوء “إسرائيل” بناء على جبهة محددة وبعمق معين وجغرافية معينة، وهي بنت بنيتها القتالية وإستراتيجيتها وتسليحها من أجل خوض معركة من نوع محدد مع العدو».
– انتصاراته ستبقى نبراس نور ومعلم إباء في تاريخ الأجيال..
لقد واجه الجيش العربي السوري حرباً مركبة أول ما بدأت بحرب نفسية قذرةٍ لا سابق لها وإعلام تضليلي يقوم على الفبركات والأكاذيب والشائعات والدعايات المغرضة عبر ماكينات إعلامية ضخمة وأبواق لا حصر لها، وواجه جحافل من الإرهاب الممنهج والممول والمسلح والمدعوم عسكرياً وسياسياً ومادياً وإعلامياً من دولٍ إقليمية ودولية، هذا الإرهاب الذي لو ضرب أكثر الدول قوةً لتصدعت وتداعت، لكن جيشنا الباسل بعقيدته الراسخة وإرادته الصلبة ومرونته وتغيير تكتيكه استطاع التغلب على كل هذه الصعاب واستطاع باحتضان شعبنا الأبي ودعمه له مواجهة حرب العصابات وحروب الأنفاق والمدن واستطاع بسرعة أن يغير من أساليبه وتكتيكاته ويتمكن من اجتثاث هذه العصابات التكفيرية المسلحة من أرض الوطن فكان يخوض كل يوم معارك ضارية على امتداد مساحة جغرافية الوطن وبما يقارب من /4000/ نقطة اشتباك، وكان رجاله في كل ثانية يمهرون حمرة التراب بدمائهم الطاهرة ويسطرون أروع الملاحم وأبهى الانتصارات التي ستبقى نبراس نور ومعلم إباء في تاريخ الأجيال.
– سورية عصية على الخضوع والانهيار..
* ماذا يمكن أن تقول في توصيف المعركة اليوم سياسياً ووطنياً؟.
ما أشبه اليوم بالأمس وكأنه مازال تاريخ ميسلون يتجدد وتاريخ الجيش العربي السوري الذي رفض الذل والهوان وواجه الغزاة والمحتلين، وتاريخ الشهداء الذين أبوا إلا أن يسجلوا في تاريخ هذه الأمة أروع ملاحم البطولة بمعزل عن تكافؤ القوى.
هي معركة بين الحق والباطل معركة بين إرادة الشعوب وحقها في حياة حرة كريمة وبين النزعات الاستعمارية الدنيئة التي تريد الهيمنة ونهب خيرات الوطن وسرقة موارد البلاد واستعباد العباد.
هي معركة مركبة سياسية عسكرية ثقافية إعلامية اقتصادية، وهي معركة الدفاع عن وطننا وعن كرامة شعبنا ومعركة الدفاع عن تاريخنا وتراثنا وهويتنا، وهي معركة الدفاع عن قيم الحق والعدل والإنسانية ومكافحة الإرهاب نيابةً عن كل العالم لأن الإرهاب ليس له دين وليس له وطن وإنما يضرب المجتمعات في أي زمان ومكان.
وهي معركة ضد المجاميع الإرهابية ورعاتهم وهي معركة ضد العدو الصهيوني والتي نعتبرها معركتنا الأساسية لأن كل ما يجري هو خدمة للكيان الصهيوني لكي ننسى قضيتنا الأساسية فلسطين.
وهنا لابد من أن أحيي شعبنا الأبي الذي حقق انتصاراً على قوى البغي والعدوان التي حاولت مصادرة قراره عبر الضغط عليه إعلامياً واقتصادياً ومحاربته بلقمة عيشه واحتياجاته الأساسية لكنه لم يستكن لإرادة المعتدين بل ازداد إصراراً وتصميماً على مبادئه وثوابته، ومن هنا نقول: إن سورية القائد والجيش والشعب هي وطن عصي على الخضوع عصي على الانهيار والركوع وستبقى كما عهدها شرفاء العالم قبلة للسلام وموئلاً للمقاومين.
– توثيق دماء شهدائنا الأبرار بأحرف من نور..
* كيف عملتم على توثيق انتصار اليوم للأجيال القادمة، وما هو دور الأدب والفن في هذا الموضوع؟.
إن توثيق دماء شهدائنا الأبرار وجرحانا الميامين والأعمال البطولية التي قام بها رجالنا البواسل في كل بقعة من بقاع سورية الحبيبة يجب أن تتم بأحرف من نور وعلى صفحات المجد وفي سجل التاريخ الذي لا تغيب عنه الشمس، وقد قامت الإدارة السياسية من خلال لجان مختصة بتوثيق الملاحم البطولية للتشكيلات والوحدات والقطعات وقامت بإصدار العديد من الدراسات والأفلام الوثائقية التي تبرز بطولات رجال الجيش العربي السوري.
كما قامت الإدارة السياسية بالتعاون مع الوزارات المختلفة، حيث تم التعاون مع وزارة الإعلام وإطلاق مسلسل لأنها بلادي وفيلم أنت جريح وفيلم لآخر العمر، وتم التعاون مع وزارة الثقافة وتم إطلاق فيلم الرحلة /17/ وتم تقديم قصص ومقاطع الفيديو التي تحاكي بطولات جيشنا إلى مجموعة من الكتاب والشعراء لكي يستلهموا منها القصص والقصائد والروايات، وتم التعاون مع اتحاد الكتاب العرب على توثيق القصص البطولية. وأنا أدعو كل الزملاء الأدباء والشعراء والمؤرخين أن نشتغل على هذا الموضوع كل حسب اختصاصه بكل ما أوتينا من إبداع لأن دماء شهدائنا وجرحانا وبطولات جيشنا تستحق أن نجعل منها منارة تهتدي بها الأجيال جيلاً بعد جيل.
* ما هي رسالة اليوم للجيش العربي السوري من خلالك؟
** إن من يجيد قراءة التاريخ هو وحده القادر على رسم ملاحم المستقبل وإن من يمتلك الحق ويعتنق الصمود والمقاومة نهجاً وطريقاً هو من يكتب عناوين المستقبل، ونحن أحفاد أولئك العظام أحفاد البطل يوسف العظمة، الذين تربوا في مدرسة الصمود والكرامة والإباء والكبرياء، مدرسة القائد المؤسس حافظ الأسد، ونحن أصحاب هذه الأرض وأصحاب الحق، ونحن قبل كل ذلك من هذا الوطن وطن الحضارة والتاريخ والأبجدية منه انطلق أول شراع ومنه كانت أول حبة قمح، لذلك لن نسمح أبداً للقادمين من خارج التاريخ أن يكتبوا على هذه الأرض ما لم يكتبه التاريخ من قبل وسنواصل بعزائمكم الصلبة وخلف راية قائد الوطن السيد الرئيس الفريق بشار الأسد طريق الانتصارات طريق البناء والإعمار لكي تبقى سورية كما كانت أبداً وطناً لا يغيب عنه المجد..
بوركت خطواتكم أيها الرجال.. بوركت جباهكم العالية التي تطلع منها شمس العزة وأقمار الكرامة.. إن وطنناً أنتم رجاله لن ينهزم… إن وطنناً أنتم عدته لن ينكسر لأنه وطن الشمس.. وطن الأباة والحماة وطن السيد الرئيس الفريق بشار الأسد..