الثورة – عمار النعمة:
هو يوم لا يشبه كل الأيام, يوم مقدس مليء بالعز والفخار والتضحيات, إنه عيد الجيش العربي السوري البطل, عيد من ضحى ويضحي كل يوم وكل ساعة لكي نعيش ونحيا ونعمل, عيد من يرسمون لنا ملامح غدنا.
في رحاب الذكرى نحتفي بكم, ونحتفي بالنصر المؤزر الذي صنعتموه لنا على مدار سني الحرب الظالمة على سورية وقبلها, فأنتم بلا شك حديث الساعة ومحور الكون, أنتم الكبرياء بعينه فكنتم ومازلتم ترددون: إما الشهادة أو النصر.
لاشك أن جيشنا أنجز عبر تاريخه النضالي الكثير من ملاحم البطولة على الصعيد القومي بدءاً من خوضه المعارك المشرفة على بطاح فلسطين ومروراً باستشهاد البطل جول جمال إبان العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة عام 1956، ثم مئات المواجهات ومقارعة الاحتلال الصهيوني على جبهة سورية، ومروراً بوقفته المشرفة دفاعاً عن المقاومة الفلسطينية ووصولاً إلى خوضه حرب تشرين التحريرية عام 1973 مع الجيش المصري, وبعدها الدفاع عن عروبة لبنان ضد الاجتياح الصهيوني عام 1982، لتتالى الإنجازات والمعارك حتى يومنا هذا, ولنؤكد أن عظمة جيشنا ومهامه الجسام التي يحملها ويعمل على تنفيذها تأتي من عقيدته الراسخة وإيمانه الكبير بضرورة الحفاظ على كل حبة من تراب الوطن, وتأتي أيضاً من صلابة رجاله لأنهم أبناء هذه الأرض المعروفة بتاريخها وعراقتها وحضارتها.
السوريون وحدهم يعرفون ما معنى أن تكون جندياً، فالجندي السوري هو بمرتبة الشرف والإباء, هو الذي آمن بالحياة الحرة الكريمة ومن أجلها ومن أجلنا وهب روحه وحياته, هو الذي رسم على ظلال الوطن لوحات من التضحيات وحكايات الانتصار.
سلام لكم وسلام عليكم.. وهنيئاً لكم أيها الأبطال بعيدكم, أنتم الهيكل المقدس القادم من رحم الأمة ومعاناتها ومعارفها التي قدمتها للحضارة الإنسانية في مشارق الأرض ومغاربها.
اليوم وكل يوم سنردد بحناجرنا وقلوبنا ووجداننا نشيدنا الأغلى والأقدس والأعظم فهو الذي احتضن مفردات العزيمة والإيمان بالانتصار والثقة بقدرات وطاقات السوريين الموغلة في عمق الحياة:
حُـماةَ الـدِّيارِ عليكمْ سـلامْ
أبَتْ أنْ تـذِلَّ النفـوسُ الكِرامْ
عَـرينُ العروبةِ بيتٌ حَـرام
وعرشُ الشّموسِ حِمَىً لا يُضَامْ
ربوعُ الشّـآمِ بـروجُ العَـلا
تُحاكي السّـماءَ بعـالي السَّـنا
فأرضٌ زهتْ بالشّموسِ الوِضَا
سَـماءٌ لَعَمـرُكَ أو كالسَّـما
رفيـفُ الأماني وخَفـقُ الفؤادْ
عـلى عَـلَمٍ ضَمَّ شَـمْلَ البلادْ
أما فيهِ منْ كُـلِّ عـينٍ سَـوادْ
ومِـن دمِ كـلِّ شَـهيدٍ مِـدادْ؟
نفـوسٌ أبـاةٌ ومـاضٍ مجيـدْ
وروحُ الأضاحي رقيبٌ عَـتيدْ
فمِـنّا الوليـدُ ومِـنّا الرّشـيدْ
فلـمْ لا نَسُـودُ ولِمْ لا نشـيد؟