الثورة – يمن سليمان عباس:
اليوم وكل يوم هو عيدهم.. بل عيدنا نحن أبناء الشمس والكرامة والعزة..
الجيش العربي السوري جيش العنفوان الذي لامس تخوم الشمس.. حماة الديار من كل بيت وكل أسرة ومن مداد كل شهيد.
أعتز أنني ابنة مقاتل في الجيش العربي السوري.. كنا أنا وإخوتي نشعر ومازلنا بالفخر حين يعود أبي بالبزة العسكرية وكامل الأناقة والهيبة.
يروي لنا قصص الإخوة والمحبة ورفقة السلاح.. عرفنا أسماء أبناء زملائه المقاتلين من كل سورية.
عشنا معهم ودارت الأيام والتقينا بعضهم في المدارس والجامعات.
اليوم لا نحتفي بعيد إنما أعياد..
نحتفي بالجندي العربي السوري وزيراً يستشهد في ميسلون، وضابطاً وصف ضابط يروي تراب الوطن بدمه.
في كل قصة بل آلاف القصص من الفداء.
وهنا يحضرني ما كتبته الفنانة السورية رغدة بنت حلب..
وهي بالمناسبة شاعرة أيضاً.. كتبت عن بطولات جيشنا في تطهير حلب من دنس الإرهاب؛
هنا
مزقت في بدء الحرب صمتي
وهنا بايعت جيشنا
بأعلى صوتي
ورفرف عالياً بيدي
علم بلادي المؤيد
ضد كل خائن
ومدنس ومعتدي
رفع علم الانتداب حالماً
بإسقاط البلاد
وهنا وضعت حياتي في كفة
ووازيتها في الأخرى بموتي
————-
وراهنت على الملأ أن تعودي
يا حلب القلب ونبضه المعبود
فصمودك أبى إلا أن تجودي
بتاريخ وأدك لمعتد عربيد
فجيشنا أبداً لا يساوم
على دهب بحديد
حين يرافقه يا حلب
زند صبرك المعهود
لتعودي يا شهباء حرة
محررة من العبيد
إلى كنف أبائك
في حضن البلاد
وهنا وعدتك يا حلب
في ساحة سعد الله أن أكون
يوم خلاصك لكن
برفقة رهان مقصي المسنون
وأن في هوائك يا حلب
وملىْ السمع وكل العيون
سأحرر خصلاً من شعري
وأقص معها ألسنة شكهم المأفون
فنساؤك يا حلب إن وعدوا بأمر
قالوا له كن فيكون.
ومن قبل المبدعة رغدة كان عمر أبو ريشة يكتب ملحمة البطولات التي يصنعها الجيش العربي السوري.. وهو وحده القادر على دحر الطغيان الصهيوني
يقول ابو ريشة:
أمتي هل لك بين الأمم
منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي.. مطرق
خجلا من أمسك المنصرم
ويكاد الدمع يهمي عابثاً
ببقايا… كبرياء… الألم
أين دنياك التي أوحت إلى
وتري كل يتيم النغم
كم تخطيت على أصدائه
ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني… ساحب
مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية
خنقت نجوى علاك في فمي
أي جرح في إبائي راعف
فاته الآسي فلم يلتئم
أ لإسرائيل… تعلو… راية
في حمى المهد وظل الحرم!؟
كيف أغضيت على الذل ولم
تنفضي عنك غبار التهم؟
أو ما كنت إذا البغي اعتدى
موجة من لهب أو من دم!؟
كيف أقدمت وأحجمت ولم
يشتف الثأر ولم تنتقمي؟
اسمعي نوح الحزانى واطرب
وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها
تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت
ملء أفواه البنات اليتم
لامست أسماعهم… لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته
لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدوَّ الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما
كان في الحكم عبيدُ الدرهم
أيها الجندي يا كبش الفدا
يا شعاع الأمل المبتسم
ما عرفت البخل بالروح إذا
طلبتها غصص المجد الظمي
بورك الجرح الذي تحمله
شرفا تحت ظلال العلم.
نعم ثأر الجيش العربي السوري لكرامة العرب.. فكانت حرب تشرين ومازالت خيول تشرين وأبناء تشرين وأحفاده يرفعون الراية عالية..
سلام لكم أيها البواسل كل يوم هو لكم وكل عيد عيدكم..