بعد العدوان على بيروت وطهران.. القلق الإسرائيلي الأمريكي يتصاعد

نضال بركات
لم تعد الأوضاع على ما كانت عليه قبل الاعتداءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت وطهران واستشهاد القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، ومعهما العدوان على جرف الصخر في العراق، والحديدة في اليمن من قبل، وفي وقت متقارب، لأن المعركة في المرحلة المقبلة ستختلف كثيرا، وهذا ما يقلق “إسرائيل” والولايات المتحدة خشية عدم القدرة على السيطرة على الأوضاع في حال توسعت المعركة على جبهات عدة.
اليوم الأوضاع بالشرق الأوسط تختلف كثيرا بعد أن فشلت واشنطن في فرض مشروعها بسبب قوة وتضامن محور المقاومة الذي بات يشكل رعبا حقيقيا لإسرائيل والولايات المتحدة, حتى الدول التي تدور في الفلك الأمريكي في المنطقة قلقة جدا وهي لا تريد الانخراط بالتحالف مع واشنطن لضرب محور المقاومة , ووفق قناة السي إن إن فإن البيت الأبيض لديه خشية كبيرة من أن تكون قواعد الجيش الأميركي في المنطقة هدفاً للهجوم ويتوقعون أن يكون الرد هذه المرة أكبر وأكثر تعقيداً.
هذه التطورات الخطيرة كان أعلنها الرئيس بوتين خلال اللقاء مع الرئيس الأسد في موسكو عندما قال إن المنطقة ذاهبة إلى التصعيد وسورية ستكون في سياقه, وتصريح بوتين كان لافتا لأن هذه المعلومات كانت من خلال أجهزة الاستخبارات الروسية التي علمت أن نتنياهو يحاول تفجير الأوضاع في المنطقة وأبلغت في حينها لبنان أن حادثة صاروخ مجدل شمس هو صاروخ اميركي من طراز “تامير” تستخدمه القبّة الحديدية للتصدّي للصواريخ”، في وقت أبرزت وثيقة روسيّة مرتبطة بتقنيّة التقاط الصُّوَر وتتبُّع الإحداثيّات بدقّة عبر القمر الصّناعي الروسي في محيط البحر المتوسّط، “انّ الصاروخ لم يُطلّق من جانب حزب الله أو حتى من الأراضي اللبنانية, ما يؤكد أن نتنياهو بحاجة إلى حدث لتفجير الأوضاع في المنطقة,  وبالتالي فقد أختار التوقيت “المناسب له” لفرض طلباته بعد أن حصل على الضوء الأخضر من واشنطن ، ووصل إلى ما يريده لإنقاذ نفسه من خلال استغلال السبات السياسي لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة ووجوده في حكومة متطرفة يعلم أنه لا يستطيع أن يحكم من دون بقية الأعضاء المتطرفين الذين هم أيضا لا يستطيعون الابتعاد عن نتنياهو لأن كليهما يشكلان الأغلبية في الكنيست الذي هو في إجازة حتى السابع والعشرين من تشرين الثاني أي قبل أيام على انتخابات الرئاسة الأمريكية وبالتالي استطاع نتنياهو استغلال هذا الفراغ لكي يستمر في السلطة , ليقينه بأن صديقه ترامب هو الذي سيفوز في الانتخابات , وهذا ما جعله يقدم على جرائمه في استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت والعاصمة طهران واستشهاد فؤاد شكر وإسماعيل هنية لأنه يعلم تماما أن واشنطن ستقف إلى جانب “إسرائيل” ولن تتركها لوحدها.
وأمام هذه التطورات المتسارعة فقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس بايدن ناقش في اتصال هاتفي مع نتنياهو عمليات نشر عسكري دفاعي أميركي جديدة لدعم “إسرائيل” التي هي في حالة من الحرب النفسية فرضها محور المقاومة بعد توعده بالرد الحتمي على الاغتيالات الأخيرة , وتأكيد السيد نصر الله على حتميّة الرّد الذي لن يكون سريعا وإعلانه الانتقال من جبهات الإسناد إلى مرحلة جديدة مختلفة.. إلى “معركة كبرى”, وهو ما دفع بجيش الاحتلال إلى اتخاذ قرار حظر خروج الجنود من القواعد العسكرية ووقف الإجازات في كل الوحدات القتالية في البر والجو والبحر، وكذلك في جميع تشكيلات التدريب, بالتزامن مع هروع المستوطنين للاحتماء بالملاجئ حتى قيادة الجبهة الداخلية أوعزت إلى المصانع في الشمال التي لديها مواد خطرة بإفراغها أو تقليص الكميات التي لديها كإجراء وقائي , وقرر مصنع “شتراوس” في عكا، الذي يستعمل مادة الأمونيا، وقف العمل حتى الكثير من شركات الطيران العالمية ألغت رحلاتها إلى مطار بن غوريون , وشكل تأكيد السيد نصر الله ،على “أنّنا في معركة مفتوحة في كل الجبهات رعبا حقيقيا ليس للقادة الإسرائيليين وإنما لجميع المستوطنين , وأمام هذا القلق هل استطاع نتنياهو خلط الأوراق وتوريط واشنطن بما يريده لإنقاذ نفسه؟.

بالفعل استطاع نتنياهو خلط الأوراق وتوريط واشنطن التي باتت هي الأخرى قلقة من رد محور المقاومة لأن جميع مصالحها في المنطقة ستتضرر , وهو ما أكده “سينا آزودي”، الباحث الزائر في معهد دراسات الشرق الأوسط بكلية إليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن، عندما قال لنيوزويك”: “يجب أن نضع في اعتبارنا أن الإسرائيليين يحاولون جر الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة مع إيران , وهذه الحرب لديها القدرة أيضًا على التحول إلى صراع إقليمي يجر الولايات المتحدة معه” , وهو ما أكده أيضا  مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية الدكتور رضوان قاسم  حيث قال :” هناك عمي سياسي في البيت الأبيض لأن السياسة ضبابية إلى أبعد الحدود بين رئيس ذاهب إلى منزله بعد انتهاء ولايته بعد خروجه من السباق الرئاسي ونائبة رئيس غير قادرة للوصول الى البيت الأبيض ومنافس شديد ترامب.
الأوضاع ستتغير وقوة إيران الإقليمية ضمن محور المقاومة كبيرة جدا , وكلمة السيد نصر الله كانت واضحة جدا ووصلت الرسائل إلى من يعنيهم الأمر وباتوا على يقين بالدخول بمرحلة جديدة مختلفة , وهذا يعني أن كل الإحتمالات باتت على الطاولة بعد أن تجاوز نتنياهو الخطوط الحمراء ما يؤكد استحالة العودة إلى قواعد الإشتباك السابقة  , خاصة وأن جميع قوى المقاومة في المحور لديهم القدرة على مواجهة غطرسة إسرائيل وداعميها من الغرب الذين لم يستطيعوا تحقيق أي اختراق منذ السابع من اكتوبر وحتى الآن , وإذا كانت عملية طوفان الأقصى التي تحولت إلى طوفان عالمي أقلقت تل أبيب وواشنطن فإن معركة الجبهات المتعددة لمحور المقاومة ستزيد هذا القلق ليس لإسرائيل وإنما للولايات المتحدة أيضا .

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا