يوماً بعد يوم يفقد المشهد الثقافي والفني والإبداعي مبدعين رسموا لذاتهم ومحبيهم مسيرة عمل مكللة بالنجاح والعمل والعطاء، ففي الأمس القريب فقدنا واحداً من أهم الكتّاب المبدعين الذين قدموا أعمالاً تشبهنا بألق إنساني منقطع النظير تاركين بصمة واضحة على جدار الزمن.
السيناريست والروائي الفلسطيني حسن سامي يوسف عبر سنين طويلة من العطاء شكل حالة جميلة وشراكة حقيقية مع كبار المخرجين لإنتاج غني في تفاصيله ومعانيه، فكان هذا الإنتاج تحفة فنية تحاكي الواقع، جسّدت الألم والفرح والفقر والكثير من القضايا المجتمعية المهمة فكان يوسف بحق الأكثر جرأة والأكثر عمقاً.
رحل حسن سامي يوسف منذ أيام عن عمر 79 عاماً بعد مسيرة أدبية وفنية غنية بعشرات المؤلفات والأعمال الدرامية وهو من مواليد قرية لوبيا ـ فلسطين 1945 وانتقل مع عائلته بعد النكبة 1948 إلى لبنان ثم دمشق.
كان يوسف يحمل رسالة فنية جميلة، فمن عَمِل معه عن قرب يدرك أنه صاحب مشروع ثقافي تجسد جلياً في الأدب والمسرح والسينما والدراما.
اليوم برحيل يوسف، ونحن نعاني من أزمة نصوص في عالم الدراما شهد عليها عدد كبير من الأعمال الدرامية التي عرضت في السنوات الماضية، نشعر أننا بحاجة لكتّاب حقيقيين يعيدون للدراما ألقها … فبلا شك أن النص هو أحد أسس النجاح للعمل الفني، وفشله يعني سقوط العمل بأكمله.
حسن سامي يوسف وداعاً، رحيلك موجع، لكن أعمالك حاضرة بيننا فلن ننسى نساء صغيرات – أسرار المدينة – أيامنا الحلوة- حكاية خريف- رجال ونساء- الانتظار- الغفران- زمن العار .. إلخ .. ولن ننسى حضورك وإبداعك الذي كان أنموذجًا جيدًا للشباب والكبار ولمحاولاتك الجميلة في التقاط تفاصيل قلوبنا وتعابير عقولنا.