الثورة – غصون سليمان:
لا يخفى على أحد ما تعانيه صناعة البناء والتشييد في بلدنا من تحديات كبيرة ومختلفة، وأمام هذه التحديات ظهرت حاجة ملحة لاعتماد تقنيات جديدة توفر حلولاً أكثر تكاملاً وكفاية.
من هنا تأتي أهمية نمذجة معلومات البناء BIM والتي جاءت كاستجابة لهذه الحاجة، من خلال البحث الذي قدمته الدكتورة سونيا أحمد والمهندسة رغد سفور وحمل عنوان:
من الكاد إلى نمذجة معلومات البناء، رحلة ريادية أكاديمية ملهمة ضمن معرض ملصقات مؤتمر الباحثين السوريين المغتربين ٢٠٢٤.
ويُقدم BIM نقلة نوعية في صناعة البناء، محولاً الطريقة التي يتم بها تصميم وإدارة وتنفيذ المشاريع لطريقة أكثر ذكاء ونجاحاً واستدامة، من هنا انطلقت رؤية مُلهمة لتطوير القطاع الهندسي لتحقيق التنمية والتقدم المطلوبين على جميع المستويات.
وبما أن مؤسسات التعليم العالي هي النواة الأساسية والأداة الرئيسية لإعداد وتدريب المهندسين كان من المهم اتخاذ خطوات جدية حسب رأي الباحثتين لنشر ودمج ثقافة BIM ضمن المناهج الدراسية للكليات الهندسية، وبناءً عليها تم وضع رؤية مع الجامعة الافتراضية لدعم التحول الرقمي في مجال التعليم وتم إحداث برنامج ماجستير إدارة ونمذجة معلومات البناء BIMM كخطوة أولى من نوعها على مستوى الوطن العربي محفزة بذلك جيلاً كاملاً من المهندسين ليكونوا رواداً في استخدام أحدث التقنيات في مشروعاتهم المستقبلية.
فالتحديث التكنولوجي للكليات الهندسية، ما يجعلها قادرة على مواكبة التطورات العالمية، ونوه البحث بأنه نظراً لأهمية المرحلة المقبلة في سورية، مرحلة إعادة الإعمار وبدء بعض الشركات بالتوجه نحو تطبيق Bim كان من الضروري للمؤسسات التعليمية أن تقوم بتطوير مناهجها لمواكبة التطورات الحديثة والتحول الرقمي وتأهيل الخريجين الجدد بالكفاءات والخبرات اللازمة.
حيث أشار العديد من الباحثين إلى أهمية التعاون بين صناعة AEC والمؤسسات التعليمية ما يؤدي إلى رؤية مشتركة أفضل من خلال تدريب Bim بالإضافة إلى تحسين التدريس، وهذا ما تم البدء بتنفيذه من خلال إحداث ماجستير Bimm، ثم المعهد التقاني للإدارات الهندسية والرقمنة وصولاً للقرار الوزاري بتشكيل لجنة تعديل المناهج الهندسية بما يتوافق مع Bim.
فتوجه الشركات نحو تطبيق BIM كان من الضروري للمؤسسات التعليمية ورفع مستوى التصنيف الأكاديمي للجامعات السورية. وتطوير الهيكل التنظيمي لدعم نظام الBIM داخل الخريجين الجدد بالكفاءات والخبرات اللازمة.
يذكر أن مجلس الوزراء أطلق الإستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي 2024-2030 القائم على إلزام النقابات والشركات الهندسية للعمل بنظام BIM تدريس BIM في مناهج الكليات الهندسية بشكل رسمي وضع أدلة وإرشادات رسمية توجه العاملين بالBlm إذ تم تخريج ثلاث دفعات من المهندسين المختصين بنمذجة معلومات البناء.
إضافة لنشر مئات الأبحاث ورسائل الماجستير حول البيم باللغة العربية. حيث كان الهدف من إحداث اللجنة المركزية للبيم ضمن نقابة ووضع مجموعة من الخطط الإستراتيجية للمهندسين لتبني البيم في جميع المؤسسات الهندسية والتعليمية.