الثورة:
بعد يوم من إحياء اليابانيين إلى جانب آخرين حول العالم الذكرى الـ79 لضحايا القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما في الحرب العالمية الثانية، يواصل العدو الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة للشهر العاشر على التوالي مخلفا أعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى ودمارا مهولا لا يختلف عما شهدته المدينة اليابانية المنكوبة.
وذكرت وكالة وفا أن مشاهد العدوان على غزة المنكوبة تعيد للأذهان مأساة هيروشيما التي شهدت في السادس من آب عام 1945 إلقاء أول قنبلة ذرية في العالم عليها، ما أسفر عن مقتل 140 ألف شخص وبعدها بـ3 أيام، أسقطت الولايات المتحدة قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناغازاكي، ما أسفر عن مقتل 70 ألفا.
وقالت الوكالة إنه مع اختلاف الأسلحة المستخدمة, حيث أدت القنبلتان الذريتان إلى مسح هيروشيما وناغازاكي عن وجه الأرض، إلا أن الأسلحة الإسرائيلية والأميركية تواصل إلى الآن محو قطاع غزة، مُخلّفة دمارا هائلا وصادما إضافة إلى أكثر من 131 ألف ضحية ما بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
ووفقا لتقديرات صدرت عن مؤسسات دولية وأممية، فإن المتفجرات التي ألقاها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع تعادل 5 أضعاف القنبلتين الذريتين اللتين أُلقيتا على هيروشيما وناغازاكي.
وتتشابه جريمتا هيروشيما وقطاع غزة، في الإبادة الشاملة والدمار غير المسبوق في المنشآت والبنى التحتية، والذي يترافق مع صمت وعجز دوليين عن وضع حد لجرائم الاحتلال وانتهاكاته للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومساءلته وعقابه على جرائمه.
وتابعت الوكالة أنه في هيروشيما، استخدمت الولايات المتحدة القنبلة الذرية لأول مرة، وهي سلاح دمار شامل أسفر عن تدمير واسع النطاق وقتل عشرات الآلاف من الأبرياء, وبينما لم يستخدم الاحتلال قنبلة ذرية في عدوانه المتواصل على القطاع إلا أنه استخدم أسلحة ذات قدرة تدميرية هائلة تُحدث خسائر واسعة في صفوف المدنيين والبنية التحتية.
ولم يراعِ الاحتلال عند استخدامه للأسلحة المدمرة والصواريخ التي تحمل أطنانا من المتفجرات، مبدأ التناسب وفق القانون الدولي، كما يحدث تماما عند استخدام قنبلة ذرية لا تفرق بين أحد، رضيع أو طفل أو امرأة أو مسن أو شاب.
ودمر الاحتلال الآلاف من المنازل والأبراج السكنية، سواء عبر تفجيرها أو قصفها على رؤوس ساكنيها، متسببا في قتل وإصابة الآلاف من المدنيين.
وأظهر تقييم أصدره مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية (UNOSAT)، للأضرار والدمار اللذين لحقا بالمباني والمنشآت في قطاع غزة، استنادا إلى صور للأقمار الصناعية تم جمعها في تموز الماضي ومقارنتها بصور ما قبل بدء حرب الإبادة في تشرين الأول 2023، أنه تم تدمير نحو 157 ألف مبنى في القطاع، ما بين تدمير كلي وجزئي.
وتعرضت هيروشيما لدمار شبه كامل بسبب الانفجار الذري حيث بلغ حجم دمار المباني فيها نحو 70 بالمئة، أي ما يعادل حجم الدمار الذي خلّفه العدوان في الوحدات السكنية بغزة.
وأسفرت القنبلة الذرية على هيروشيما إلى إبادة جماعية، فيما لم يسلم في قطاع غزة، أي من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من الاستهداف الإسرائيلي الجوي والبري والبحري غير المتناسب.
وتواصل عدة دول في العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، تزويد كيان الاحتلال بالأسلحة التي يستخدمها في عدوانه على القطاع غزة، رغم المطالبات الكثيرة بفرض حظر أسلحة على الاحتلال لوقف جرائمه.
وزودت واشنطن الاحتلال بأكثر من 100 ألف قنبلة وصاروخ يزن بعضها 2000 رطل من المتفجرات، ليواصل جريمة الإبادة الجماعية، وقتل النساء والأطفال وكبار السن والمدنيين العزل حيث واجه 10 بالمئة من سكان قطاع غزة القتل أو الإصابة أو الفقدان.
كما دمر العدوان مناحي الحياة كافة في القطاع، بهدف تحويله إلى منطقة غير صالحة للحياة.
وقالت الوكالة إنه في الجانب القانوني، لم تعاقب الولايات المتحدة على جريمتيها في هيروشيما وناغازاكي، والأمر ذاته ينطبق على كيان الاحتلال الذي يواصل حتى الآن جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لا بل إنه يحظى بغطاء أميركي لمواصلتها.