الثورة – ديب علي حسن:
كان ذلك عام ٢٠٠٦ م ومن باب المصادفة كنت أزور الدكتور علي القيم.. حين دخل رجل يحمل لوحة وجلس سلم على الدكتور القيم الذي قدمني إليه معرفاً بي..
صحفي اسمه..
نهض الرجل وسلم من جديد وقال أنا مدين لك.. لي أنا ؟
نعم.. أنا ناظم الجعفري وأنت كتبت مادة مهمة انتقدت فيها الإخراج والأخطاء اللغوية التي وقعت في كتاب صدر عني هنا من الهيئة العامة للكتاب..
نعم صحيح ذلك… وأضاف: سأهديك لوحة…
لا ..أريد شيئا آخر..
ما هو ؟
أن أجري حواراً معك.. ابتسم الرجل، وقال: منذ عام ١٩٤٨م لم أفتح مرسمي لصحفي ولن أفعل ..
تحت الإلحاح أعطاني رقم منزله بعد شهر وأكثر من الأخذ والرد وافق الرجل على الحوار ..
توجهت برفقة الزميل المصور زياد الفلاح ..
مشينا من منزله البعيد عن مرسمه إلى السبع بحرات، حيث المرسم..
دار الحوار وسجلنا وصورنا.. عند المغادرة أخذ بيدي إلى ركن في مرسمه وعرض لوحات موديلات…
وحين سألته هل هذه من خيالك؟
غضب وشتم وكاد يحطم آلة التصوير .. وطلب عدم نشر الحوار ..وكان ما كان ..
الصورة الشخصية بعدسة الزميل زياد الفلاح .. ويسجل هنا لصحيفة الثورة أنها كانت أول وسيلة إعلامية تدخل مرسمه بعد نصف قرن من عدم التعاطي مع الإعلام..
رحم الله الجعفري الذي قال: فن اليوم زعبرة.. ومن لا يعرف رسم الوجوه ليس بفنان.