الاستغناء عن الموظفين ..!

أصبح من الضروري أن تحسم الحكومة القادمة أمرها في موضوع   تقديم الخدمات للمواطنين بين أن تستمر بتقديم الخدمات أو أن  تُعهّد الأمر للقطاع الخاص وتأخذ هي دور المُنظم والمشرف والمراقب  .
ما تقدمه  الحكومة اليوم لا يرقى لمستوى الخدمة ، فالمياه التي تأتي مرة كل ٢٠ يوما أو كل شهر ليست خدمة ، وما وصل إليه وضع المشافي من توقف للأجهزة  وفقدان المواد لا يرقى لمستوى الخدمة رغم أهمية ما تقدم و تقوم به الكوادر  في هذا القطاع ،  و وضع  شبكات الخليوي لا يأخذ طابع الخدمة بل القنص لأنها جباية عالية لأسوأ خدمة  ، والأمر يُمكن تعميمه .
اليوم عامل النظافة عندما تقدم له مكافأة من باب التقدير لما يقوم به يطرق بابك في اليوم التالي ليسألك عن وجود “زبالة”  ليأخذها من المنزل  ،يعني قام بتحسين خدمته ، هذه الحالة يُمكن إسقاطها على كل الخدمات وسؤال مزوّد الخدمة “الحكومة ” فيما إذا كانت ستستمر بدور مزوّد الخدمة أم ستُعطيها للقطاع الخاص وتأخذ دور المشرف والمنظم؟ .
خدمة القطاع الخاص حتى تنجح يجب أن  تبدأ بشكل صحيح ، فلا يُعقل أن تطلب  الحكومة من جهة خاصة تقديم خدمة معينة و أن تكون حصتها من الإيرادات كما هي  عندما  كانت الجهات العامة تقدم هذه الخدمة ،  ويجب أن تكون حصة المستثمر  منطقية وتتناسب مع ما يقدم ، ويكفي أنه يقوم بتأمين البنى التحتية و فرص العمل ، وفي هذه الحالة تكون خدمته جيدة و بأسعار مناسبة، أما أن تطلب الحكومة نسبة مرتفعة بحجة زيادة موارد الخزينة  فإن ذلك يعني أن المواطن سيدفع للخدمة أعلى مما يدفعه مواطن أي دولة أخرى .
عندما يسيطر عقل الجباية على مزود الخدمات فإن الخدمات ستكون الأسوأ وبالسعر الأعلى وهذا هو حالنا اليوم، وعندما تراجع للسؤال عن الخدمة  فلن تجد الجواب عند موظف بسبب وضعه المادي و وضع المؤسسات و هذا ساهم في رداءة الخدمات .
الدفع القسري لشبه خدمات جعل العلاقة بين مزود الخدمة والمواطن والموظف سيئة جداً ولا بد من حسم الجدل  واتخاذ القرار فيما إذا كانت الحكومة ستستمر بتقديم الخدمات مباشرة أو بشكل غير مباشر عن طريق القطاع الخاص بشكل جيد وسعر مناسب  وتكون الحكومة مُنظماً ومُشرفاً تجني من  خلاله  عائداً مقبولاً وتوفر على نفسها إعادة البنية التحتية  وتأمين فرص عمل والخلاص من نقمة المواطن تحمّل كل الظروف والأخطاء ومنظومات الاستغلال والتسلّط .
قد يكون خسارة المؤسسات والشركات لأكثر من ٥٠% من كوادرها لأسباب مختلفة دون تعويضها حافزاً ومساعداً أو نوايا مبيّتة للانتقال إلى الخدمة غير المباشرة .

معد عيسى

آخر الأخبار
"ما خفي أعظم" بين الناس والمؤسسات المالية والمصرفية !      السوريون يستذكرون الوزير الذي قال "لا" للأسد المخلوع   خطة الكهرباء الجديدة إصلاح أم عبء إضافي ؟   العثور على رفات بشرية قرب نوى في درعا  محافظ حلب ومدير الإدارة المحلية يتفقدان الخدمات في ريف حلب الجنوبي   "الاتصالات" تطلق الهوية الرقمية والإقليمية الجديدة لمعرض "سيريا هايتك"   إطلاق حملة مكافحة التسول بدمشق وريفها   لجنة مشتركة بين السياحة و مجموعة ريتاج لدراسة المشاريع الفندقية  غرفة صناعة دمشق توقع مذكرة تفاهم مع المجلس النرويجي للاجئين  تعرفة  الكهرباء .. كيف يوازن القطاع  بين الاستدامة والمواطن؟  وزير الخارجية الألماني: من واجبنا المساهمة في إعادة إعمار سوريا  سوريا تهنئ حكومة وشعب تركيا بمناسبة يوم الجمهورية   إنجاز 40 بالمئة من إنارة دمشق بـ1800 نقطة ضوئية في ملتقى العمل..  تدريب وفرص عمل  للنساء وذوي الإعاقة  صدام الحمود: زيارة الشرع إلى الرياض بداية مرحلة جديدة   وفد من "الداخلية" يشارك في مؤتمر التدريب الأمني العربي بالدوحة هدفها تحقيق الاستدامة.. الكهرباء تصدر تعرفة جديدة لمشتركيها  الشرع يبحث مع وفد ألماني تعزيز التعاون والمستجدات الإقليمية والدولية سوريا تغير لغتها نحو العالم.. الإنكليزية إلزامية والفرنسية والروسية اختيارية "إعمار سوريا": خبراتٌ عالمية تتجسد.. وتخصصٌ دقيقٌ يرسم طريق المستقبل