الثورة – نيفين أحمد:
اعتاد السوريون في مثل هذه الأيام على تأمين “مونة الشتوية” من الجبن والمربيات والشنكليش وورق العنب والملوخية والبامية، بالإضافة آلى مؤونة المكدوس والزيتون، لكن في الوقت الحالي ومع تردي الوضع الاقتصادي اقتصرت المونة على ميسوري الحال، فيما البعض الآخر باتت المونة لديهم على مبدأ “شم ولاتدوق”.
في إطار ذلك ذكرت السيدة سوزانا بحديثها لـ”الثورة” أن عائلتها تحتاج إلى كميات كبيرة من البامياء والملوخية والبازلاء والفول والمكدوس، ولكن نظراً لضيق الوقت، كونها مدرِّسة ولديها أعباء العمل، فالوقت لايسمح لها بشرائها وتحضيرها في المنزل، لذلك تلجأ لشرائها جاهزة، وبعدها تقوم بوضعها بأكياس المونة وتفريزها.
– فرص عمل..
بات تجهيز المونة فرصة عمل جيدة للكثير من ربات البيوت، يقمن بتقميع البامية وتحضير الملوخية من تنظيف وتيبيس وعمل المربيات ورب البندورة، إضافة إلى موسم المكدوس في شهر آب الحالي، وتتسابق النسوة على تقديم خدماتهن لسلق الباذنجان وتجهيز الفليلفة، ودبس الفليفلة، وتلجأ بعض الأسر الميسورة مادياً للاستعانة بهن للقيام بتجهيز المونة لهم.
أبو علي أوضح أنه يشتري البامياء والفول والبازيلاء والبندورة منذ بداية الموسم على مراحل وتقوم زوجته بتجفيفها ضماناً لبقائها وعدم اتلافها، كما حصل في العام الماضي بسبب وضع الكهرباء، مؤكداً أنه دفع ثمن المونة مرتين بسبب عدم وجود الكهرباء.
– رحم الله أيام زمان..
وبحسرة تقول أم مجد إنها تقوم بتجهيز وبيع المونة لأصحابها بأنها تعمل في إعداد مستلزمات المونة كلها، ولكنها لاتستطيع تأمين مونة الشتاء لبيتها بسبب غلاء أسعارها، فهي تعمل فقط لتأمين مصروف لها ولعائلتها، وتتابع “الله يرحم أيام زمان” كانت البيوت السورية جميعها تستعد في مثل هذه الأيام لتحضير مونة الشتاء من جميع الأنواع.
بدورها أم محمود حدثتنا بأنها تقوم ببيع الخضر “الميبسة” أو “المفرزة” كل حسب طلبه، لأنها قامت بتركيب ألواح الطاقة الشمسية للبدء بمشروعها الجديد بتفريز جميع أنواع الخضر فهو مردود جيد لها ولعائلتها، مؤكدة أنه سيحقق ربحاً جيداً يغطي نفقات عائلتها ويعينها على تجاوز الظروف المعيشية الصعبة.
– المونة لميسوري الحال..
وخلال جولة على الأسواق توقفنا مع صاحب محل خضرة في إحدى ضواحي دمشق وقال: “إن الوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع أسعار الخضر، بالإضافة لتردي واقع الكهرباء ألغى فكرة الإعداد المطلوب للمؤونة.
وتابع: في كل موسم مونة لنا زبائن خاصة تأتي لأخذ حاجاتهم جاهزة من “بازلاء مفرطة وفول وملوخية ميبسة وورق العنب وغيرها وحتى الثوم “مفصفص” بالإضافة الى طبخة الغداء “كوسا محفورة وفاصولياء مقطعة” وغيرها.
وأشار إلى أن هذه فرصة عمل للكثيرين، فلديه مجموعة تعمل في تحضير المونة للزبائن، لافتاً إلى أن إعداد أي نوع من أنواع المؤونة- وإن كان بسيطاً سواء من حيث الكم أم النوع- يحتاج لمئات الآلاف من الليرات.
بدوره العم أبو أحمد أكد بأن إعداد المونة في ظل الغلاء الحاصل أصبح خاصاً فقط للأسر الميسورة، وخاصة تلك التي تمكنت من تركيب أنظمة طاقة شمسية ولم يعد يهمها انقطاع التيار الكهربائي الذي يتسبب بفساد معظم ما تم إعداده من مؤونة بالثلاجة.
وأشار إلى أن موسم المؤونة- وإن تقلصت أعداد المواطنين الذين يعدون لها- يبقى موسماً وفرصة عمل لدى الكثير من السيدات اللواتي يعملن بإعداد المونة.
