خلود كريمو: الشعر يتشكل باندماج الوعي واللاوعي وتنبثق الفكرة بفضل المخزون الثقافي

الثورة _ رفاه الدروبي:
خلود كريمو شاعرة وفنانة تشكيلية دمشقيَّة المولد والهوى والفؤاد، عضو اتحاد الكتَّاب والصحفيين الفلسطينيين- فرع سورية، واتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، تحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق، عملت في حقل التعليم، لكن الشعر جذبها بقوة فمالت نحوه وغنَّت على إيقاعاته وسحر موسيقاه، صدر لها ديوان «ثورة عشق» طبع في اتحاد الكتَّاب العرب في سورية.

قصائد عفوية
فاتحة حديث الشاعرة خلود كريمو مع «الثورة» كانت عن الومضة الأولى لبوادر الشعر لديها، حيث أشارت إلى أنَّه قبل كل شيء موهبة وملكة من الله تعالى، والشاعر يصقلها ويطوّرها أو يهملها فتموت مع الزمن. بدأت ومضتها أثناء دراستها في المرحلة الإعدادية، لكنها عبارة عن محاولات متواضعة، ثم حسَّنت أداءها في المرحلة الجامعية عندما نما شغفها في كتابة الشعر ما جعلها تصقل موهبتها، كما استفادت من تجارب وخبرات شعراء كبار كان من بينهم محمود حامد، صالح هواري، وتلقت منهم الدعم والتشجيع بما تحلم به كي تسلك الطريق، كما اعتبرت اتحاد الكتَّاب العرب والصحفيين الفلسطينيين أولى المؤسسات الحاضنة والداعمة لها ولكلِّ الشباب من أدباء ومثقفين ومبدعين، لافتة إلى أنَّها كتبت القصائد بعفوية وصدق وبشكل وجداني وفق أسلوب شعر الشطرين، وآمنت بأنَّ الحداثة الشعرية تكمن داخل النص الموزون، رافضةً ما يقوله بعضهم: «إنَّ الحداثة تتجلَّى في كسر حاجز الوزن أو القافية» لكنَّها أسلوب لا يمكن الاعتماد عليه، فالحداثة تكمن في الفكرة والمضمون واللغة لا بالشكل.
ثورة عشق
الشاعرة كريمو اتجهت لكتابة الشعر الغزلي في البداية وجمعته في ديوان يحمل عنوان «ثورة عشق» طبع في اتحاد الكتَّاب العرب في سورية، فأنشدت:
تَشُدُّ على يَدِيْ تَشتَدُّ ناري
يَفِرُّ القَلبُ مِن صَدرِي إليكا
تَضُمُّ جَوانِحِي و تَلُفُّ خَصْرِي
ولفتت إلى أنَّها مع بداية الأحداث في سورية، بدأت بالانتقال إلى موضوعات أخرى وطنية فكتبت عن محبوبتها دمشق، وتغنَّت بوصفها:
كلُّ الورى مِنْ سِحرِها قَدْ أُلهِمُوا
و تَقَرَّبُوا بالشِّعرِ والألحانِ
و تَوَضَّؤُوا بالياسمينِ و بَلَّلُوا
بِجِبَاهِهِمْ مِنْ تُربَة الأوطانِ
فإذا مَرَرْتَ بِشَامِنا فاخْلَعْ بها
نَعْلَيْكَ بَلْ عَانِقْ ثَرَاهَا القَانِي
الريشة والقلم
كما أوضحت بأنَّ هناك شعراء تأثَّرت بهم، وتركوا بصمات مميَّزة في تجربتها الشعرية، وخاصة في المراحل المبكرة مثل: نزار قباني، جبران خليل جبران، قيس بن الملوح، أحمد شوقي، المتنبي، وقرأت الكثير من إبداعات فحول الشعراء كأبي القاسم الشّابي، عمر أبو ريشة، محمد مهدي الجواهري، بدوي الجبل، ومعظم الشعراء العرب: المعاصرين والقدامى، وتأثَّرت كثيراً بشعر ولادة بنت المستكفي، موضِّحةً بأنَّ الشاعر لا بدَّ أن ينغمس في شعر مَنْ سبقه أو مَنْ عاصره، ويتأمَّل أساليبه وطرقه وتنوّع معانيه ولغته، فالشعر لا يستقيم لدى الشاعر ما لم تكن صلته قوية بقصائد الشعر على اختلاف أنواعها، وأزمنتها، مُبيِّنةً أنَّها تحاول في قصائدها إخراج اللغة من بُعدها الذهني والتجريد البارد لتصبح لصيقة بالشرايين كي تُعبّر بعمق عن العاطفة والوجدان والنفس البشرية، لذا تناولت القضايا الإنسانية والعاطفية بحسٍّ إيقاعي من خلال الوزن واختيار المفردات والصور، متناولةً خلال حديثها العلاقة بين القصيدة الشعرية واللّوحة لديها فقالت: إنّ المسافة بينهما قريبة جداً، فاللوحات الفنية قصيدة مكوناتها الخطوط والألوان أيضاً، والعلاقة الرابطة بينهما علاقة تكامليَّة، فعندما يكون هناك دافع أو شعور ما تستطيع التعبير عنه بالقلم، تطرق القصيدة حنايا الفؤاد، والأفكار والرؤى، ويكون الشعور أقوى من التعبير بالكلمة، فتلجأ للريشة عندما ترغب بالتعبير عن الأحاسيس بالألوان، ويقودك في الحالتين الإحساس بالريشة أو بالقلم.
الوطن السكن والسكينة
ثم انتقلت للحديث عن دور الشعر إزاء التدمير والإبادة في غزّة ورأت بأنَّ الأدب عامة لسان حال الأمم لذا قيل: «إنّ الشاعر ترجمان أمته والمعبّر عن أحوالها كيفما كانت تلك الأحوال، وتعبير الشاعر عمَّا يعانيه قومه هو إخراج لأحاسيسه وذاته المتأثرة بحال الأمة وما فيها، وهنا يبرز دوره في مثل هذه الأوقات المفصلية كالحروب لأن انفصال الشعر عن الواقع أمر غير مقبول»، مُعتبرةً أنَّ دور الأدب في حرب تعيشها فلسطين الحبيبة لم يرقَ لهول الحدث وعظم التضحيات إلا أنَّه استطاع تجسيد جزء منها، ويكمن دورها كشاعرة بأنَّ الوطن السكن والسكينة والشعور بالأمان، ومهما بلغت قسوته علينا، نظلُّ نحبُّه وندافع عنه، فكيف إذا كان «فلسطين الحبيبة» المسلوبة، وإذا كان المتحدث شاعراً مرهف الأحاسيس، فإنه يرى الوطن بعيون غير العيون، ويعبِّر عنه بحروف غير الحروف وبكلمات تلهب القلب وتشعل الحماس، ويطلق عليه أدب المقاومة المحتوي معجمه مئات الألوف من الكلمات عن الثورة والوطن ووصف لوعة فقده وافتقاده، وأعلنت كريمو أنها انتدبت قصيدتها استجابة منها لنداء الواجب وتعبيراً عن الواقع بكلِّ ما حمله من آلام وآمال وأحداث. فالكلمة أقوى من الرصاصة عندما تؤسِّس لثقافة مقاومة، ثقافة تُعلِّم الأجيال رفض الظلم، والتّمسُّك بالانتماء وحبِّ الوطن.
لديها إيمان بالشعر
الشاعرة خلود أشارت إلى أنَّ قصيدة النثر عبارة عن الكلام الفني الجميل المنثور بأسلوب جيد لا يحكمه النظم الإيقاعي كحال الشعر. وفنونه عديدة، منها: القصة والمقالة والخطبة والمسرحية النثرية، وفنون النثر الوصفي كالنقد الأدبي وتاريخ الأدب والأدب المقارن. والنثر أدب إنشائي فقصيدة النثر مادتها النثر، ولدت على الورقة، أي كتابياً، وليس لها أصل شفهي، كحال قصيدة الشعر الموزون أو «الحر»، وبالمعنى عينه لم ترتبط بالموسيقى كالشعر، ولم يقترح كتَّابها أن تُغنّى، ولا يمكن أن تُقرأ ملحمياً، أو بصوت جهوري يحافظ على الوقفة الإيقاعية القائمة بين بيت وآخر، وترى خلود أنَّ المشكلة لا تكمن في المصطلحات إنّما في استسهال الصنف الأدبي نفسه.

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S