الثورة _ رفاه الدروبي:
قدَّم النحَّات غاندي الخضر عملاً لتمثال سوري اسمه «قارعة الدف»، أنجزه من مادة النحاس، بمنظور حديث وفق الطريقة التعبيرية المعروفة هنا، وقد استمر على النهج ذاته، لكنَّه تأثَّر بالفنانين المصريين أثناء دراسته العليا في مصر، ما جعله لا يقبل العمل إلا إذا كان متكاملاً فنياً من النواحي كلها بعد الانتهاء منه، لافتاً إلى أنَّه أصبح يتوجَّه نحو التجريد والتحليل بشكل أكبر لأعمال جمالية لها حضور تُمثِّل القيم الأساسية للفن.
وأكَّد النحات الخضر على وجود نقاط تشابه كثيرة في كلِّ الأسس التي يقوم النحت عليها تتمثَّل بالكتلة والفراغ والظلِّ والنور، من خلال مشاهدات لنحَّاتي وفناني العالم، ويظهر الفن الحديث شيئاً من التشابه معبِّراً عن الأصالة والحضارة، إذ يحمل منعكسات الشعور واللاشعور.
كما رأى الفنان أنَّ المعارض لها دورٌ مهمٌّ في التعرُّف على تجارب الفنانين، وتلاقح الأفكار فيما بينهم، وخصَّ بالذكر النحاتين الكبار في صالة «البيت الأزرق»، ويضعنا العصر الحديث في بوتقة واحدة أثناء التعرُّف على الحضارات في نفس اللحظة، وبالمقارنة مع الفترات السابقة، كان الاطلاع على تجارب الآخرين أمراً مهماً وبالوقت ذاته يحمل نوعاً من الصعوبة لأنَّه لا يُقدِّم عبثاً، وإنما يطرح عملاً فنياً من خلال منظومة تخزينية مُقيمة في ذاكرته، وتمثِّل مخزون كتل جمالية في الحياة لأعمال فنية تتضمن الطبيعة، وأنهاراً، وتنبض بالمشاعر والأحاسيس.
