الثورة- ترجمة ختام أحمد:
تعاني مناطق واسعة من سوريا من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي على الرغم من وصول شحنات الغاز الجديدة التي كان من المتوقع أن تخفف أزمة الطاقة في البلاد، حيث تعيق انقطاعات الكهرباء المستمرة الحياة اليومية لملايين السوريين، في وقت لا يتم فيه تلبية الاحتياجات الأساسية مثل المياه والصحة والتعليم.
أكرم البستاني من سكان دمشق، قال في تصريحات لموقع العربي الجديد: إن انقطاع الكهرباء المستمر جعل الحياة اليومية لعائلته صعبة للغاية، خاصة في ظل درجات الحرارة الخانقة في الصيف.. نضطر لتشغيل مكيفات الهواء بمولدات خاصة، ما يكلفنا مبالغ تفوق إمكانياتنا بكثير.
كما يعاني الأطفال من انقطاع التعلم عن بُعد، حتى الطبخ يُصبح تحدياً عند انقطاع الكهرباء، حيث تقول خولة الإبراهيم وهي من محافظة ريف دمشق: “المياه لم تعد تصل إلينا بانتظام بسبب توقف المضخات الكهربائية، وهذا يجعلنا نعاني من سوء النظافة ومشكلات صحية، خاصة مع وجود مرضى في المنزل”، في حين يؤكد النجار عبد الله مرتقوش في تصريحات مماثلة أن “انقطاع الكهرباء أثر بشكل كبير على عمله في ورشة النجارة، بسبب توقف العديد من الآلات، ما سبب له بخسائر فادحة.
إن الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء تعني أن توليد المزيد من الكهرباء وتوصيلها إلى الجمهور ليس سوى جزء من المشكلة؛ إذ تظل البنية التحتية المتضررة عقبة رئيسية أمام تحقيق إمدادات مستقرة من الكهرباء، وفي حديث مع “العربي الجديد”، قال مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء في سوريا، خالد أبو دي: إن ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية من أبرز أسباب الانقطاع الجزئي للكهرباء في جنوب البلاد، وإن هذا تسبب في توقف جميع خطوط الجهد العالي في المنطقة الوسطى عن العمل، مع إغلاق وحدات في محطة توليد الكهرباء الرئيسية في جندار، ما أدى فعلياً إلى تقسيم شبكة الكهرباء إلى شبكتين منفصلتين.
كما تسبب عطل في خط التوتر العالي 230 كيلو فولت بين دير علي والكسوة بهزة كبيرة على الشبكة، ما أدى إلى توقف وحدات التوليد في محطات الناصرية وتشرين ودير علي، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة الذي زاد من الضغط على شبكة الكهرباء، إذ انخفضت كفاءة التوربينات، مع زيادة الطلب على الكهرباء.
وأشار أبو دي إلى أن الظروف الجوية لعبت دوراً مهماً في تفاقم أزمة الكهرباء في سوريا، وأضاف إن قطاع الكهرباء لا يزال يعاني من الدمار الذي لحق به خلال السنوات الأخيرة، حيث تقدر الأضرار بنحو 45% في محطات الكهرباء، و30-35% في شبكات النقل، ونحو 20% في محطات التحويل.
ويشكل انقطاع التيار الكهربائي المتكرر عبئاً ثقيلاً على الاقتصاد السوري، الذي يعاني بالفعل من آثار الحرب والعقوبات، حيث يؤدي إغلاق المصانع والمتاجر مباشرةً إلى خسائر مالية فادحة، وفقدان الوظائف، وانخفاض الإنتاج المحلي، كما يتأثر القطاع الزراعي بتوقف أنظمة الري والتبريد، ما يُهدد الأمن الغذائي بشكل غير مباشر.
وفي الحياة اليومية، يزيد انقطاع التيار الكهربائي من معاناة المواطنين، حيث يضطرون إلى الاعتماد على المولدات الكهربائية الخاصة، ما يزيد من تكاليف المعيشة بشكل كبير في ظل ارتفاع أسعار الوقود، وانخفاض القدرة الشرائية، وتؤدي انقطاعات الكهرباء أيضاً إلى تعطيل الخدمات الصحية، وزيادة معاناة المرضى، والتأثير سلباً على التعليم بسبب تعليق التعلم عبر الإنترنت.