فاطمة العبيد.. تحدت الواقع ورسمت أنموذجاً للمرأة الحالمة

الثورة – عبير علي:

المرأة في الرقة، مثل النساء في أي مكان آخر، تواجه تحديات متنوعة في ظل الظروف الصعبة التي ألقت بظلالها على الحياة اليومية، تأثرت بشكل خاص بتاريخ المدينة وواقعها الحالي، وخاصة أن المرأة في محافظة الرقة الطيبة لها عادتها وتقاليدها المحافظة ضمن حدود معينة.

على الرغم من تأثر المرأة بشكل خاص بتاريخ المدينة وواقعها الحالي، وخاصة أنها مقيدة بعاداتها وتقاليدها، بعض النساء تخطين هذا الواقع ومعوقاته، وعملن بجد ونشاط وتحدين الصعوبات، وأصبحن ناشطات في مجالات مختلفة، مثل التعليم والعمل الاجتماعي، وسعين لتحسين أوضاعهن والمساهمة في تطوير مجتمعاتهن، وتكوين أسرهن والعمل من أجل إنجاح دراسة أبنائهن والوصول بهم إلى مستقبل جيد ومن بين نساء الرقة الفنانة فاطمة العبيد التي كانت أنموذجاً.

فنانة مكافحة من أجل لقمة العيش والأمل والحياة، تحدثت في لقائها مع صحيفة الثورة عن البداية، الرسم أولاً الذي طالما عشقته منذ نعومة أظفارها، وكانت ترسم كل ما يلفت انتباهاً في بيئتها المحيطة، وتتلقى الدعم والتشجيع من والدتها، التي كانت تثني دوماً على رسوماتها لتستمر بحبها للرسم، ولكن لم تسمح لها ظروف الحياة بدراسته، فانتسبت لمعاهد خاصة واتبعت دورات عديدة من خلال المنظمات الإنسانية، وتدربت على أيدي كبار فناني الرقة، لتنمية عشقها لهذه الموهبة التي مازالت تمارسها حتى الآن.

وبينت العبيد أن للمرأة دوراً هاماً لا يُستهان به في مدينة الرقة، فقد كانت جنباً إلى جنب مع الرجل، وشاركته في جميع مشاغل الحياة، وفي الكثير من القضايا التي تخدم محافظتها، بالإضافة إلى الكثير من المشاركات في المعارض الفنية والاندماج مع الفنانين التشكيليين، ومنهم الفنان التشكيلي موسى الحمد الذي يتابع الفنانين التشكيليين في المحافظة، ويمنحهم الحافز والدافع للاستمرار.

وعن قيامها ببعض المبادرات ما الغاية والهدف منها؟. أشارت الفنانة العبيد إلى أن أهم المبادرات هي مبادرة إشراقة أمل، ولها عدة غايات وأهداف أهمها، النهوض بالحركة التشكيلية لفئة الشباب الموهوبين وتشجيعهم ودعمهم، وكانت التكاليف كلها على نفقتها الخاصة، بتقديم كل ما يلزم للرسم ومواده وكان نتاج اللوحات واقتنائها يذهب لمصلحة مرضى السرطان.

وتم إنجاز اثنتين وثمانين لوحة تشكيلية، ولكن للأسف- والقول لها- لم ينجح المشروع لعدم وجود جهات داعمة، ولم يتم اقتناء إلا بعض من اللوحات، ولهذا أصابهم الإحباط ولم يستطيعوا إنجاز المهمة على أكمل وجه.

ولكن الفنانة العبيد امرأة مناضلة، لم تتوقف عن السعي لتحقيق حلمها الذي طالما راودها أن تمتلك محلاً صغيراً، وقد استأجرت هذا المحل كمغامرة متخصص بالزهور والهدايا والأعمال اليدوية، وكانت تطمح أن يتطور ويتوسع، ولكن احترق المحل بكل ما فيه من محتويات وأثاث وحزنت كثيراً، ورجعت لنقطة الصفر، ولكنها سرعان ما تخطت هذه الحادثة بوقوف المحبين إلى جانبها، والذين ساعدوها ببعض الخدمات، وشجعوها على النهوض لتبدأ من جديد، وتكون قوية وتستمر في تحقيق الحلم.

وعن الصعوبات التي واجهتها في مجتمعها المحافظ، بينت العبيد أن دورها دور مقدس، فهي زوجة وأم أطفال ويترتب عليها تنظيم الوقت، فهي ناشطة اجتماعية، إذ شغلت عضو في مجلس إدارة جمعية البر والخدمات الاجتماعية، وعملت في التمثيل على خشبة المسرح بالرقة وأماكن أخرى، وقدمت برامج إذاعية لفترة قصيرة، ومع هذا لم تقطع علاقتها مع الأصدقاء المحبين لها، الذين تعتبرهم أسرتها الثانية والسند والداعم الحقيقي لها.

تمنت العبيد في ختام حديثها إقامة ملتقيات فنية دائمة وموسمية للفن التشكيلي في محافظة الرقة، وورشات عمل ومحاضرات وغيرها، لتكون تلك الملتقيات حاضنة لأصحاب المواهب، وذلك لعدم وجود مراكز للفنون التشكيلية في الرقة، ولا صالات عرض، ولا أي دعم حكومي للحركة التشكيلية إلاّ فيما ندر.

ووجهت رسالتها للنساء الأخريات في الرقة، “كُنَّ قويات ولا تترددن في السعي وراء أحلامكن، كل واحدة منكن لديها القدرة على إحداث تغيير، وعندما نتعاون نستطيع بناء مستقبل أفضل معاً”.

وفي النهاية تظل المرأة في محافظة الرقة رمزاً للصمود والإبداع، والأمل والتغيير، تُظهر القدرة الفائقة على التكيف في وجهه التحديات، ودعمها وتمكينها يجب أن يكون أولوية لابد منها لبناء مستقبل أفضل لجميع أفراد المجتمع السوري.

آخر الأخبار
الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب حملات لضبط المخالفات وتعزيز السلامة في منبج.. والأهالي يلمسون نتائجها