الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
حين يمتزج التجريد مع التعبير، نكون أمام تجربة إبداعية للفنان التشكيلي عضو اتحاد الفنانين التشكيليين إبراهيم سلامة، يعرض اليوم في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص معرضه الخامس عشر، بحضور عدد من المهتمين.
تضمن المعرض اثنتين وثلاثين لوحة، تناول فيها أحوال الناس، غلب عليها التجريد بنفحات إنسانية، مستخدماً السكين في أغلب لوحاته، فكانت بعض اللوحات بالألوان الزيتية، مستخدماً أسلوباً جديداً في أعماله وهو مزج الألوان لتشكل خليطاً من الألوان الزيتية والإكريليك وغيرها، فوظف الفكرة في لوحاته بإيحاءات تعبيرية، ليخرج بمزيج لوني رائع، فخرجت في إحدى لوحاته الزهرة من بين الركام، برمزية توحي بإزهار الأمل.
حضرت قلعة حمص في لوحة أخرى يحيط بها اللون الأخضر، وقد يبدو القلق الداخلي والحيرة في أعماله، فظهر ضياع الناس في البحر، كتذكير لما مر به الناس عند هروبهم من الحرب خلال الفترة الماضية ثم غرقهم.
فبدت وجوه شخوصه ضبابية، غير واضحة المعالم، وفي لوحة أخرى ظهر الفقر والفاقة، ورسم سيدة تطهو حجارة لتوهم أطفالها بأنها تحضر لهم الطعام.
وحضر الدرج في لوحة أخرى لإبراهيم، كرمزية لمراحل حياة الناس بين صعود ونزول، ولنهر العاصي حضور بجو عائلي حميم، وقد عنون إحدى لوحاته ” خريف العمر”.
ومن الحضور المهتم بالفن المحامي مرهف شهلا الذي أشاد بالحركة الفنية وتمنى أن تكون المعارض كثيرة، فالمعارض تدل على رقي المجتمع، وأضاف: نقوم بمتابعة النشاطات الفنية في اتحاد الفنانين التشكيليين، وننشد أن تكون المعارض دائمة للتعريف بالفن السوري بشكل عام، والفن الحمصي بشكل خاص، والإضاءة على أعمال العديد من الفنانين المبدعين الموجودين في حمص.
وعن معرض سلامة قال: نلحظ تطوراً في أسلوبه، وأن المعرض مميز وفيه فن جميل، وتناغم بالألوان، ولكنه حمل طابعاً حزيناً، ولم يقلل ذلك من جمال اللوحات..
أما الفنانة التشكيلية سميرة مدور فقالت: الفنان سلامة مثابر ومجتهد ومعروف بغزارة نتاجه الفني، ونلمس تميز أعماله بعيداً عن النقل والتقليد، ويتميز بأسلوبه في استخدام السكين، برغم ما فيه من صعوبة.
أما الفنان التشكيلي محمد طيب حمام الذي أشاد بالمعرض وبنشاط سلامة، وبتجربته المميزة، فتحدث عن خطة الاتحاد بإقامة العديد من المعارض، ومعرض للكتاب.
