خميس بن عبيد القطيطي – كاتب من سلطنة عمان:
عشرة أشهر ونصف الشهر من العدوان الصهيوني البربري على قطاع غزة وقد تجاوز تعداد الشهداء الـ40 ألف شهيد والـ90 ألف مصاب وما يقرب من الـ10 آلاف مفقود ومازالت آلة القتل مستمرة وقد تجاوز الدمار ال80% من القطاع في ظل صمت دولي مخزي وخذلان لأخوة الدم والدين نتيجة حالة التشرذم والانقسام، تأتي مفاوضات القاهرة اليوم لتحقيق نجاح بعد مسلسل طويل من المفاوضات حيث يعمل الوسطاء (مصر – قطر – أمريكا) على إتمام صفقة لوقف إطلاق النار وإحداث اختراق للنقاط الشائكة والمعقدة يحدوها أمل تحقيق انجاز يقبل به الطرفين.
أبرز النقاط الخلافية العالقة يتصدرها مطالب المقاومة بالوقف الدائم لإطلاق النار بالإضافة إلى مسألة ترتيب وتسلسل خطوات الاتفاق وكذلك عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين حيث تقدم المقاومة كشفاً للأسرى يتقدمهم عدد من القيادات الفلسطينية مثل القيادي مروان البرغوثي من حركة فتح والقيادي أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية وعبدالله البرغوثي وغيرهم من ذوي المحكوميات الطويلة الذين يتحفظ عليهم الاحتلال الصهيوني ويخشى إطلاق سراحهم، كما يأتي موضوع محور فيلادلفيا والسيطرة على الحدود بين غزة ومصر من أكثر النقاط تعقيداً أيضاً لإصرار الاحتلال السيطرة على الخط الحدودي الفاصل مع مصر؛ كما كان الاحتلال يصر على السيطرة على محور “نتساريم” في وسط قطاع غزة والذي سبق رفضه من قبل الجانب الفلسطيني، ومن النقاط العالقة أيضاً قضية عودة اللاجئين إلى شمال غزة وعدم فرض قيود على حركة الفلسطينيين داخل القطاع في المرحلة الأولى.
وصول بلينكن إلى كيان الاحتلال قبل موعد مفاوضات القاهرة في زيارته العاشرة منذ السابع من أكتوبر محاولاً تنسيق نوع من التفاهم مع الجانب الصهيوني في تلك المفاوضات مما يدلل على أن الطرف الأمريكي وسيط بمفهوم جديد وأوصاف خاصة لصفة الوسيط ولكن مع ذلك فإن الموقف الفلسطيني الذي استطاع فرض شروطه منذ بداية العدوان حتى اليوم وبشكل أقوى مع وصول القائد يحيى السنوار مهندس طوفان الأقصى إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة يبدو أن كل العوارض السياسية والمواقف الداعمة للعدوان الصهيوني لم تستطع إضعاف موقف المقاومة التفاوضي.
ننتظر ماذا سوف تسفر عنه جولة القاهرة من نتائج على أمل أن يتوقف العدوان عن أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالشروط التي تقررها المقاومة الفلسطينية.
* المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة الوطن العمانية ورأي اليوم
