لم يعد دور الصحافة مقتصراً على جمع الأخبار وصياغتها، بل تطوّر إلى نموذج جديد يُعرف بـ الصحافة الذكية، إذ تتداخل الخوارزميات مع حسّ الصحفي، ويصبح الذكاء الاصطناعي شريكاً في إنتاج المحتوى، لا مجرد أداة مساعدة.دعنا نتخيّل أن تكون لدينا غرفة أخبار تستطيع، خلال دقائق، تحليل مئات التقارير والصور والفيديوهات، تكشف ما إذا كانت اللقطة من حيّ في دمشق، أو من مدينة على بُعد آلاف الكيلومترات، بل وحتى التنبؤ باتجاهات الرأي العام حول قضية ما قبل أن تتحول إلى عاصفة على وسائل التواصل الاجتماعي.
يظهر مفهوم الصحافة الذكية في الصحافة السورية، كضرورة وجودية للمؤسسات الإعلامية، تربط الخوارزميات بخدمة الوعي الوطني، وتحويل المعلومة إلى بنية تحليلية تحصّن الوعي العام عبر مواجهة التضليل الرقمي والشائعات التي تنتشر عبر وسائل التواصل، ومن جهة أخرى تدعم صانع القرار في صياغة السياسات العامة.إن امتلاك صحافة قادرة على تحويل المعلومة إلى قوة معرفية، سيكون أحد ركائز السيادة الإعلامية.