هي المدة الزمنية التي يحتاجها المرء لكسر حالة الإحساس العميق بالوحدة عبر التواصل مع أحد الأصدقاء المقربين، كما استخلصت إحدى الدراسات.وثمة معلومة تذكر أن الزمن الذي تستغرقه لكتابة رسالة إلقاء تحية الصباح لمن تهتم لأمره لا تزيد عن ثلاث ثوانٍ.
في الأغنية الفيروزية لم يطل وقت التواصل عن ذلك، وكل ما احتاجته بطلة أغنية (أنا فزعانة) من حبيبها لم يتجاوز الخمس دقائق: (أعطيني خمس دقائق بس تسمع عَ الموسيقا)..ربما لا يهم طول المدة الزمنية التي نقضيها مع من نحبّ مقدارما يبدو فارقاً، فعلياً، هو جودة التواصل.. حالة الغِنى التي تُمنح لنا عبر تشابك عوالمنا مع عوالم كيان آخر يسرّب إلينا الدفء بكل جماليات وعفوية اللقاء الإنساني الحقيقي والأصيل، (فاللحظة التي نعيشها بصدق تساوي حياة كاملة)، على رأي “مونتيني”.
متى يتبخر الإحساس بالوقت..؟ وكيف يمكن لبضع دقائق أن تكون (زوّادة) لنا نكتفي بها طاقةً تُعيد شحن ما انطفأ داخلنا..؟غالبا ما يتبدّى الأمر بما يمنحنا ذاك التواصل من (عمق) يمس (جوهر) ما فينا.. أي الامتلاء..إذاً كل القيمة تنحصر “بالأثر”.. بتأثير الآخر عبر ما يمنح من (جودة/ قيمة) لمشترك الوقت بيننا.
هل يمكن أن يكون لهذا (العمق، الأثر، الجوهر، القيمة) مدة صلاحية..؟
هل يبطل مفعول هذه الأشياء، الأكثر فاعليةً، ويتلاشى وهجها مع الوقت..؟
مع أنها تفعّل الإحساس بزمن داخلي/ حي، نعوّل عليه، تحرّكه وتمنح لحظاتنا بعداً لا يقاس بمدى الزمن الفيزيائي/ الخارجي.. فالوقت الذي نحياه “الذي يعيشه الوعي”، يختلف عن الوقت الذي نقيسه، وفق الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون.